في قلب السوق الأسبوعي "الأمل" بمدينة شفشاون، حيث تتقاطع الحاجات مع الإمكانيات المحدودة، يشهد الإقبال على الأواني، الأجهزة الإلكترونية، الملابس، والأحذية المستعملة تزايدا لافتا، في مشهد يعكس واقعًا اقتصاديًا يدفع بالكثيرين نحو البحث عن الجودة بسعر مناسب، حتى وإن كانت "مستعملة". في صباح كل إثنين وخميس، تتحول جنبات السوق الأسبوعي إلى مسرح مفتوح يعج بالأصوات والأنفاس والتجارب. هنا، لا تعني "المستعملة" شيئا باليا، بل هي عنوان لذكاء استهلاكي وفطنة اجتماعية. بين بسطات الملابس والأحذية، وأكوام الأجهزة المنزلية، تعرض "كنوز" بثمن بخس، تشد الزبائن من مختلف الشرائح، وتكشف عن تحول في سلوك المستهلك المغربي نحو ما هو عملي وذو قيمة حقيقية، ولو سبق استعماله. سوق يجمع الحاجة بالأمل في قلب السوق الأسبوعي "الأمل"، حيث تتقاطع الحاجات مع الإمكانيات المحدودة، يشهد الإقبال على الأواني، الأجهزة الإلكترونية، الملابس، والأحذية المستعملة تزايدا لافتا، في مشهد يعكس واقعًطا اقتصاديًا يدفع بالكثيرين نحو البحث عن الجودة بسعر مناسب، حتى وإن كانت "مستعملة". ومن اللافت في هذا السوق، إقبال النساء والرجال من مختلف المراتب الاجتماعية والاقتصادية على شراء الملابس المستعملة، بحثا عن قطع مميزة تجمع بين الذوق والثمن المعقول. فضاء شعبي بطابع خاص يمتد فضاء بيع المنتوجات المستعملة على طول الممرات الترابية للسوق، حيث يفترش بعض التجار سلعتهم في المدخل الرئيسي، مستغلين حركية الوافدين الأوائل، بينما يفضل آخرون عرض الملابس على طاولات حديدية في المكان المخصص لذلك، مفروشًا بأغطية بسيطة تفترش فوقها "كنوز" قد لا تبدو مغرية للوهلة الأولى، لكنها تخفي بين طياتها ما يرضي أذواق عشاق الصفقات الفريدة. ركود بسبب إغلاق المعبر رغم الحركة النسبية التي يعرفها السوق، إلا أن العديد من التجار عبّروا عن معاناتهم من حالة ركود أثرت سلبا على مداخيلهم، مؤكدين أن قلة دخول السلع المستعملة من الخارج زادت من ضعف العرض وتسببت في تراجع الإقبال. وطالب هؤلاء بضرورة فتح المعبر الحدودي "الديوانة" في وجه السلع، لإنعاش النشاط التجاري وضمان استمرارية الفضاء بالاسواق الأسبوعية بالمدنوالمغربية الذي يشكّل مورد رزق لعدد كبير من الأسر. حذاء مستعمل.. جودة مضمونة محمد، تاجر أحذية منذ أكثر من عشر سنوات، أكد لموقع "الشمال24" أن الإقبال على الأحذية المستعملة يتضاعف أسبوعًا بعد أسبوع، قائلاً: "الزبائن اليوم أصبحوا أكثر وعيا، يفضلون أحذية بجودة عالية مستعملة على أخرى جديدة لكنها رديئة الصنع". إلكترونيات بحالة ممتازة من جانبه، أوضح عبد الله، تاجر الأجهزة الإلكترونية والمنتجات المتنوعة، أن السوق يعرض خيارات لا حصر لها بأسعار معقولة، مضيفًا: "نبيع شاشات، هواتف، وحتى آلات منزلية، أغلبها في حالة جيدة جدًا، وبعضها شبه جديدة، ما يجعل الزبائن يعودون مرارًا". رزق من بين الأرفف حسن، تاجر متجول وأب لثلاثة أبناء، يرى أن السوق يمنحه مصدر رزق شبه ثابت، ويضيف بحسرة: "الظروف صعبة، لكن السوق يعطينا بصيص أمل.. أبيع القليل، لكنه يكفي لقوت أولادي". الزبون الدائم. كل قطعة تروي قصة في المقابل، محمد، أحد الزبائن الدائمين، يرى في السوق فرصة ذهبية، مشيرًا إلى أنه يجد فيه "منتجات مستعملة ذات قيمة جمالية، وبتكلفة لا تقارن مع نظيرتها الجديدة"، ويضيف: "كل قطعة هنا تحكي حكاية، وهذا ما يجعلني أعود كل أسبوع". مستعمل.. لكنه ثمين في سوق "الأمل"، قد تكون البضاعة مستعملة، لكنها تحمل قيمة جديدة في عيون الباحثين عن التميز والاقتصاد في آنٍ واحد. إنه سوق لا يقدّم فقط حاجيات، بل يقدم قصصا وأحلاما ملبّدة ببساطة الواقع، ومضيئة بأمل الغد.