تعتبر حديقة بلفدير واحدة من المعالم البيئية والسياحية الهامة في مدينة أكادير، حيث تعد متنفسا للساكنة والزوار على حد سواء، غير أن تعرضها للإهمال بعد أشهر من افتتاحها أثار غضب الكثيرين. في هذا السياق، تداول مجموعة من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لهذه الحديقة التي ذبلت أعشابها ونباتاتها، فيما تعرض بعضها للتلف، مما أثر سلبا على جماليتها. ففي عام 2019، تم تخصيص ميزانية ضخمة لتجديد هذه الحديقة وتهيئتها، حيث تمت إضافة مرافق جديدة وصيانة بعض المساحات الخضراء من أجل تحسين الأجواء البيئية وجعلها أكثر جذبا للزوار، لكن المفاجأة كانت في أن الحديقة سرعان ما عادت إلى حالة من التدهور والإهمال بعد فترة قصيرة من افتتاحها. ويرى عدد من المتتبعين أن الحالة التي آلت إليها حديقة "بلفدير" تسلط الضوء على إشكاليات الصيانة في المدن المغربية بشكل عام، إذ غالبا ما تهمل المساحات الخضراء بعد تجديدها، إما بسبب نقص الموارد المخصصة للصيانة الدورية أو بسبب نقص الإدارة الكفؤ التي تشرف على تلك المشاريع. إلى جانب ذلك، توقف هؤلاء عند مجموعة من التحديات البيئية والاجتماعية التي تفرض نفسها في هذا السياق، فإلى جانب الإهمال الذي يطال حديقة "بلفدير"، هناك مشاكل تتعلق بالتلوث البيئي وعدم وجود حلول فعالة للتعامل مع النفايات أو الحفاظ على نظافة المساحات العامة. ولا يقتصر هذا التدهور فقط على الشكل الجمالي للحديقة، بل يمتد أيضا إلى تأثيره السلبي على البيئة، كما يعكس شعورا عاما بعدم المسؤولية الاجتماعية تجاه المرافق العامة، ما يؤثر بشكل مباشر على علاقة المواطنين بهذه الفضاءات وأسلوب تعاملهم معها. وفي ظل غياب الرقابة المجتمعية، يزداد الإهمال وتنتشر الممارسات السلبية، مما يحول هذه الحدائق من أماكن للترفيه والاستجمام إلى مواقع مكشوفة أمام المخاطر البيئية والاجتماعية. ولضمان استدامة مشاريع التجديد وتحقيق استفادة مستمرة منها، دعا الغيورون على المدينة إلى تخصيص ميزانيات مستقلة ومحددة لصيانة الحدائق والمرافق العامة بعد تجديدها، بما فيها حديقة "بلفدير"، مما يضمن استدامة المشاريع على المدى البعيد. وإلى جانب ذلك، دعا هؤلاء إلى تعزيز التعاون بين المجلس الجماعي والمجتمع المدني من خلال شراكات ترمي إلى مراقبة حالة الحدائق والعمل على صيانتها بشكل جماعي، مع اعتماد نظام رقابي صارم يتابع جودة العمل المنجز في مشاريع التجديد وتقييم الاحتياجات الفعلية للصيانة، وكذلك التوعية والتحسيس بأهمية الحفاظ على هذه المرافق.