في أضخم تعبئة جماهيرية منذ أشهر، نزل آلاف الأمريكيين يوم السبت 05 أبريل 2025، إلى شوارع مدن كبرى من بينها واشنطنونيويورك ولوس أنجلوس وشيكاغو وميامي، للتظاهر ضد سياسات الرئيس دونالد ترامب، رافعين شعارات تندد بتغييرات اعتبروها تهدد الديمقراطية الأمريكية. وتجمعت الحشود تحت شعار "ارفعوا أيديكم!"، في احتجاجات غاضبة ضد ما وصفوه بتجاوزات الرئيس على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى التعديلات القانونية والصحية التي اعتُبرت مساسًا بمبادئ الحكم الديمقراطي. في العاصمة واشنطن، تركزت أكبر التظاهرات في "ناشيونال مول"، حيث حمل المشاركون لافتات كتب عليها: "ارفعوا أيديكم عن الديمقراطية" و"لا أحد فوق القانون"، بينما امتدت طوابير المحتجين في شارع كونيتيكت، بانتظار الحافلات التي تنقلهم إلى قلب المدينة. أما في نيويورك، فقد انطلقت مسيرة حاشدة من حديقة "واشنطن سكوير" نحو المباني الحكومية، في حين اجتاح المحتجون وسط مدينة لوس أنجلوس بعد تجمع أولي أمام قاعة المدينة. وفي شيكاغو، انطلقت مظاهرة كبيرة من "دالي بلازا" عبر الحي المالي، فيما شهدت ميامي تظاهرة رمزية أمام "برج الحرية"، أطلق خلالها المتظاهرون هتافات تندد بما اعتبروه انحدارًا في مسار الديمقراطية الأمريكية. وتأتي هذه التعبئة في إطار حملة منظمة دعت إليها قرابة 1200 مظاهرة عبر الولاياتالمتحدة، بتنسيق من جماعات حقوقية متعددة، عبّرت عن قلقها من مستقبل الحريات في البلاد تحت إدارة ترامب. وقد أفادت وسائل إعلام أمريكية بأن العشرات من المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان ساهمت في دعم هذه الموجة الاحتجاجية، في لحظة وصفتها بعض المصادر بأنها "نقطة تحول في الوعي الشعبي الأمريكي". وتؤشر هذه التحركات إلى تصاعد التوتر بين الشارع الأمريكي والإدارة الرئاسية، في ظل جدل متزايد حول القيم الديمقراطية وموقعها في المشهد السياسي الراهن.