كما يقول المثل المغربي: "آش خصك العريان؟ الخاتم أمولاي!"، عبارة تختزل المفارقة الصارخة بين أولويات المواطن وقرارات المسؤولين. ينطبق هذا المثل تماما على مهرجان اللوز بتافراوت، الذي تحول من فرصة للتنمية والترويج للمنطقة إلى تكرار موسمي باهت لمهرجان يفتقد الرؤية والتجديد، بل ويثير تساؤلات مشروعة حول جدوى صرف المال العام في زمن تتراكم فيه الحاجيات الأساسية للساكنة. الطريق إلى تافراوت وهي المدخل الرئيسي للمدينة، لا تزال تعاني من تدهور واضح، ناهيك عن الطرق الجانبية التي تربط القرى والمراكز المحيطة، والتي باتت تشكل عبئا حقيقيا على حياة السكان اليومية. فهل من المعقول أن يصرف ملايين الدراهم على تنظيم مهرجان بينما لا تزال البنية التحتية الأساسية للمنطقة في حالة يرثى لها؟ المهرجان الذي من المفترض أن يكون فضاء للاحتفال بثقافة اللوز وتاريخ المنطقة، أصبح نسخة مكررة من الأعوام السابقة، تتسم بالارتجالية في التنظيم والافتقار إلى أبسط شروط الاحترافية. الغريب هذه السنة، والذي أثار استياء واسعا في صفوف الساكنة، هو تزامن بعض الحفلات مع أوقات الصلوات خصوصاً المغرب والعشاء، في تجاهل تام لقدسية المساجد ومشاعر السكان. أما من حيث البرمجة الفنية فلا جديد يذكر سوى محاولة يائسة لإنقاذ الحضور عبر الاعتماد المتكرر على مجموعة "أودادن"، وكأن المنطقة تفتقر إلى التنوع أو أن الجهات المنظمة عاجزة عن الابتكار. أين هي العروض الجديدة؟ أين الانفتاح على فرق شابة؟ وأين المشاريع الموازية التي من شأنها خلق فرص شغل وتنمية حقيقية للمنطقة؟ لقد آن الأوان لأن يعاد النظر في الأولويات مهرجان اللوز، إذا استمر على هذا النحو لن يكون سوى عنوان للتبذير وغياب التخطيط. فلتصرف الميزانيات على إصلاح الطرق، دعم الفلاحة المحلية، وتشجيع الشباب، بدل رقصات موسمية لا تسمن ولا تغني من جوع. تافراوت تستحق أكثر تستحق مشاريع حقيقية لا حفلات ظرفية.