اهتزت الأوساط التعليمية بمدينة الدشيرة، وبالأخص داخل ثانوية فيصل بن عبد العزيز، على وقع حادث اعتداء مؤسف تعرض له مدير المؤسسة من طرف أحد التلاميذ. وقد أسفر هذا الاعتداء عن إصابة المدير بجروح قدرت مدة العجز الناجمة عنها بعشرة أيام، مما أثار حالة من الغضب والاستياء الشديدين في صفوف العاملين بالقطاع التعليمي وعموم المهتمين بالشأن التربوي. تفاصيل الحادث، التي لا تزال قيد التحقيق من طرف الجهات المختصة، تشير إلى أن المدير تعرض لاعتداء جسدي داخل حرم المؤسسة، وهو الأمر الذي يمثل تصعيدًا خطيرًا في مظاهر العنف التي قد تشهدها بعض المؤسسات التعليمية. هذا الفعل الشنيع لا يستهدف شخص المدير فحسب، بل يمس بشكل مباشر هيبة المؤسسة التعليمية ورمزيتها، ويقوض الجهود المبذولة لخلق مناخ تربوي سليم وآمن. وفي رد فعل سريع ومستنكر لهذا الاعتداء، أعلن التنسيق النقابي بمدينة الدشيرة عن نيته تنظيم وقفة تضامنية مع مدير ثانوية فيصل بن عبد العزيز. تأتي هذه المبادرة بتنسيق وثيق مع أساتذة الثانوية الذين عبروا عن تضامنهم الكامل ورفضهم القاطع لكافة أشكال العنف التي تستهدف نساء ورجال التعليم. من المتوقع أن تشهد هذه الوقفة مشاركة واسعة من مختلف الفعاليات التعليمية والنقابية والمجتمعية للتعبير عن الدعم المطلق للمدير المستهدف والمطالبة بتوفير الحماية اللازمة للعاملين في القطاع التعليمي. إن هذا الحادث المؤسف يطرح من جديد إشكالية العنف في المؤسسات التعليمية وضرورة تضافر الجهود لمواجهته بشتى الوسائل. فالعنف، بأي شكل من الأشكال، مرفوض ولا يمكن أن يكون له مكان في فضاءات العلم والمعرفة التي يجب أن تسودها قيم الاحترام والتسامح والحوار البناء. إن حماية الأطر التربوية والإدارية وضمان سلامتهم الجسدية والمعنوية يعتبر مسؤولية مشتركة تقع على عاتق جميع الأطراف المعنية، من وزارة التربية الوطنية والأمنية إلى الأسر والمجتمع المدني. إن التضامن الواسع مع مدير ثانوية فيصل بن عبد العزيز يمثل رسالة قوية تؤكد على رفض المجتمع التعليمي لمثل هذه الممارسات الخارجة عن القانون والأخلاق. كما أنه يشدد على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان بيئة تعليمية آمنة ومستقرة تمكن الأطر التربوية من أداء رسالتها النبيلة على أكمل وجه. إن تحقيق الأمن والسلامة داخل المؤسسات التعليمية ليس مجرد مطلب، بل هو ضرورة حتمية لبناء مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة.