الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الاتحاد الاشتراكي
الأحداث المغربية
الأستاذ
الاقتصادية
الأول
الأيام 24
البوصلة
التجديد
التصوف
الجديدة 24
الجسور
الحدود المغربية
الحرة
الدار
الرأي المغربية
الرهان
السند
الشرق المغربية
الشمال 24
الصحراء المغربية
الصحيفة
الصويرة نيوز
الفوانيس السينمائية
القصر الكبير 24
القناة
العرائش أنفو
العلم
العمق المغربي
المساء
المسائية العربية
المغرب 24
المنتخب
النخبة
النهار المغربية
الوجدية
اليوم 24
أخبارنا
أخبار الجنوب
أخبار الناظور
أخبار اليوم
أخبار بلادي
أريفينو
أكادير 24
أكورا بريس
أنا الخبر
أنا المغرب
أون مغاربية
أيت ملول
آسفي اليوم
أسيف
اشتوكة بريس
برلمان
بزنسمان
بوابة القصر الكبير
بوابة إقليم الفقيه بن صالح
أزيلال أون لاين
بريس تطوان
بني ملال أون لاين
خنيفرة أون لاين
بوابة إقليم ميدلت
بوابة قصر السوق
بيان اليوم
تازا سيتي
تازة اليوم وغدا
تطاوين
تطوان بلوس
تطوان نيوز
تليكسبريس
تيزبريس
خريبكة أون لاين
دنيابريس
دوزيم
ديموك بريس
رسالة الأمة
رياضة.ما
ريف بوست
زابريس
زنقة 20
سلا كلوب
سوس رياضة
شباب المغرب
شبكة أندلس الإخبارية
شبكة دليل الريف
شبكة أنباء الشمال
شبكة طنجة الإخبارية
شعب بريس
شمال بوست
شمالي
شورى بريس
صحراء بريس
صوت الحرية
صوت بلادي
طنجة 24
طنجة الأدبية
طنجة نيوز
عالم برس
فبراير
قناة المهاجر
كاب 24 تيفي
كشـ24
كود
كوورة بريس
لكم
لكم الرياضة
لوفوت
محمدية بريس
مراكش بريس
مرايا برس
مغارب كم
مغرب سكوب
ميثاق الرابطة
ناظور برس
ناظور سيتي
ناظور24
نبراس الشباب
نون بريس
نيوز24
هبة سوس
هسبريس
هسبريس الرياضية
هوية بريس
وجدة نيوز
وكالة المغرب العربي
موضوع
كاتب
منطقة
Maghress
واتساب تختبر ميزة جديدة تتيح إرسال الصور المتحركة
شهادة صديقة مقربة من عائلة مبابي تدعم براءة أشرف حكيمي
الدار البيضاء تحتضن ليالي غنائية كبرى تخليدا لعيد الشباب
العاشر من غشت يوم الوفاء للجالية المغربية وهموم الإقامة في تونس
"البيجيدي" ينبه لتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لفئة واسعة من المغاربة
معتقلو حراك الريف يضربون عن الطعام تضامنا مع ضحايا التجويع في غزة والسودان
الخطوط المغربية تعزز شبكة "رحلات بلا توقف" انطلاقا من مراكش نحو فرنسا وبلجيكا
"مراسلون بلا حدود" تدين اغتيال أنس الشريف وتتهم إسرائيل باستهداف الصحفيين في غزة
الوصية .. في رثاء أنس الشريف ومحمد قريقع
قتيل و29 مصابا في زلزال ضرب غرب تركيا
أستراليا تؤكد أنها ستعترف بدولة فلسطين
الخطوط الملكية المغربية تطلق خدمة ويفي مجانية على متن طائرات "دريم لاينر"
الملك محمد السادس يهنئ رئيس جمهورية تشاد بمناسبة العيد الوطني لبلاده
تقرير: نمو اقتصادي في المغرب يقابله اتساع العجز المالي والتجاري
المغرب ضيف شرف معرض بنما الدولي للكتاب
سطات: توقيف عنصر حامل للفكر المتشدد الذي يتبناه تنظيم داعش الارهابي
وفاة أسطورة كرة القدم اليابانية كاماموتو عن 81 عاما
أشرف حكيمي يتمسك بطموح الفوز بالكرة الذهبية رغم انزعاج باريس سان جيرمان
النقابة الوطنية للصحافة تدين مقتل الصحفيين الشريف وقريقع
بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها على وقع الأخضر
كأس أمم افريقيا للمحليين (كينيا أوغندا تنزانيا 2024):
ترامب يدعو الصين إلى "شراء الصويا"
قطعة من أسطول البحرية الهندية تختتم مناورة مع "فرقاطة محمد السادس"
توقيف "شاب داعشي" بإقليم سطات
الجبالية الشحرية .. لغة نادرة في سلطنة عمان
الملك على دراجته المائية يتبادل التحية مع المصطافين على شاطئ كابونيكرو
غزة.. قصف إسرائيلي يودي بحياة مراسل الجزيرة أنس الشريف وأربعة آخرين
معتقلو حراك الريف يضربون عن الطعام والماء تضامنا مع غزة والسودان
فيتنام توسع قائمة الإعفاء من "الفيزا السياحية"
عوامل تزيد التعب لدى المتعافين من السرطان
الأرصاد تتوقع موجة حر شديدة في جنوب غرب فرنسا
حُقوقيو تيزنيت يدقّون ناقوس الخطر بشأن تعثر مشروع طريق حيويّة لسنوات بتافراوت
أشرف حكيمي: "إنه حلم أن ألعب مع المغرب خلال كأس إفريقيا للأمم"
صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية: المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس نموذج إفريقي رائد في التنمية والابتكار
الإدارة الأمريكية "تحضر" لقمة ثلاثية بين ترامب وبوتين وزيلينسكي (نائب الرئيس الأمريكي)
السفير المغربي بالصين: البعثات الطبية الصينية... رمز نصف قرن من الصداقة والتضامن بين المغرب والصين
من أجل استقبال أكثر من 25 مليون طن سنويًا.. توسعة جديدة لميناء الجرف الأصفر
عامل الجديدة يترأس لقاء تواصليا بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للمهاجر
كأس درع المجتمع: كريستال بالاس يحرز اللقب على حساب ليفربول
توقعات أحوال الطقس اليوم الإثنين
دراسة: استعمال الشاشات لوقت طويل قد يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب لدى الأطفال والمراهقين
توقيف الناشطة لشكر بعد ارتدائها قميصاً مسيئاً للذات الإلهية
رسمياً وابتداء من نونبر.. إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تعطي الضوء الأخضر لقطرة VIZZ لعلاج ضعف النظر
بعد مشاركتها في مهرجان المضيف .. دعاء يحياوي تحيي حفلها الأول بمهرجان صيف العرائش
مداخل المرجعية الأمازيغية لبناء مغرب جديد
دراسة: الفستق مفيد لصحة الأمعاء ومستويات السكر في الدم
دراسة تحذر.. البريغابالين قد يضاعف خطر فشل القلب لدى كبار السن
"بعيونهم.. نفهم الظلم"
بطاقة «نسك» لمطاردة الحجاج غير الشرعيين وتنظيم الزيارات .. طريق الله الإلكترونية
هنا جبل أحد.. لولا هؤلاء المدفونون هنا في مقبرة مغبرة، لما كان هذا الدين
الملك محمد السادس... حين تُختَتم الخُطب بآياتٍ تصفع الخونة وتُحيي الضمائر
المغاربة والمدينة المنورة في التاريخ وفي الحاضر… ولهم حيهم فيها كما في القدس ..
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
الحلقة الأخيرة من بوح الفنان مارسيل خليفة عبر "أكورا بريس"
سمية العسيلي
نشر في
أكورا بريس
يوم 02 - 09 - 2013
من أعالي جبال
بيروت
تستمر سيمفونية فيض الخاطر لنجمنا الكبير والمتألق "مارسيل خليفة"، سيمفونية تعزف على أوتار عود شجرة الأرز، فترسل نغمات صادقة كلها يقين وأمل.
لكل شيء بداية ونهاية، وأجمل ما في البدايات هو ما تحمله إلينا من جديد، وأروع ما في النهايات هو أن تكون مسكا. وقد آن الأوان لنهاية هذه السلسلة المليئة بالجديد عن رؤى رائد الفن الملتزم حول مجموعة من المواضيع ذات الشأن الفني والموسيقي والعربي..
أكورا بريس تقدم لكم الحلقة الأخيرة من حديث الفنان مارسيل خليفة:
مارسيل خليفة يتحدث عن التطور الذي عرفه المجتمع العربي.. ويعترف بأن: «الْمُوسِيقَى هِيَ أَبْطَأُ ٱلْفُنُونِ فِي مُطَابَقَتِهَا لِلْوَاقِعِ».
يقول الفنان مارسيل:
الْمُجْتَمَعُ ٱلْعَرَبِيُّ تَغَيَّرَ خِلالَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةً ٱلْمَاضِيَةَ، بَيْنَمَا ٱلْمُوسِيقَى ٱلْعَرَبِيَّةُ لَمْ تَتَطَوَّرْ بِنِسْبَةِ هٰذَا ٱلتَّغَيُّرِ ٱلَّذِي حَدَثَ بِأَعْمَاقِ ٱلْمُجْتَمَعِ ٱلْعَرَبِيِّ.
إِذَا كَانَ "سَيِّد دَرْوِيش" مَثَلاً، مُتَصَوِّرًا رِسَالَةً فَنِّيَّةً مُعَيَّنَةً بِوَعْيٍ مِنْهُ أَوْ بِغَيْرِ وَعْيٍهٰذِهِ ٱلرِّسَالَةُ لَمْ تُحَقِّقْ لِلْيَوْمِ أَهْدَافَهَا مَعَ أَنَّ كَثِيرًا مِنَ ٱلأَشْيَاءِ وَٱلأُمُورِ قَدْ تَغَيَّرَتْ مِنْ عَهْدِ "سَيِّد دَرْوِيش" لِيَوْمِنَا هٰذَا، هُنَاكَ مُهِمَّاتٌ فَنِّيَّةٌ كَثِيرَةٌ لَمْ تُنْجَزْ لِلْيَوْمِ. مُهِمَّاتٌ فَنِّيَّةٌ تَارِيخِيَّةٌ.
إِنَّ ٱلشَّكْلَ ٱلسَّائِدَ فِي ٱلْمُوسِيقَى ٱلْعَرَبِيَّةِ هُوَ شَكْلٌ غِنَائِيٌّ. وَبِٱلتَّالِي ٱلشَّكْل ٱلأَفْضَل لِتَطْوِيرِ ٱلْمُوسِيقَى ٱلْعَرَبِيَّةِ هُوَ تَطْوِيرُ ٱلأُغْنِيَةِ ٱلْعَرَبِيَّةِ وَوَصْلُهَا بِٱلْفُنُونِ ٱلْمَسْرَحِيَّةِ. لَقَدْ حَصَلَ تَطَوُّرٌ فِي ٱلشِّعْرِ، تَطَوُّرٌ فِي ٱلْفَنِّ ٱلرِّوَائِيِّ، فِي ٱلْفَنِّ ٱلْمَسْرَحِيِّ، فِي ٱلنَّحْتِ، فِي ٱلرَّسْمِ.
هُنَاكَ تَطَوُّرَاتٌ، لٰكِن فِي ٱلْمُوسِيقَى أَقَلّ بِكَثِيرٍ: «الْمُوسِيقَى هِيَ أَبْطَأُ ٱلْفُنُونِ فِي مُطَابَقَتِهَا لِلْوَاقِعِ».
هُنَاكَ قَفْزَاتٌ بِٱلنِّسْبَةِ لِلْمُوسِيقَى ٱلْعَرَبِيَّةِ لا بَأْسَ بِهَا، وَفِي نَفْسِ ٱلْوَقْتِ هُنَاكَ تَخَلُّفٌ.
الْمُوسِيقَى هِيَ مِنْ أَبْطَأ ٱلْفُنُونِ فِي ٱلتَّجَاوُبِ مَعَ ٱلْمُجْتَمَعِ وَٱلْحَيَاةِ. وَبِٱلتَّالِي لا أَحَد يَسْتَطِيعُ أَنْ يَضَعَ تَصَوُّرًا لِلْمُجْتَمَعِ ٱلْعَرَبِيِّ عَنْ طَرِيقِ ٱلْمُوسِيقَى ٱلْعَرَبِيَّةِ.
مارسيل يشرح معنى التُّرَاثُ ..
التُّرَاثُ كَلِمَةٌ عَامَّةٌ، فِي أَيِّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْفُرُوعِ هُنَاكَ شَيْءٌ ٱسْمُهُ "تُرَاث". فِي ٱلْفَلْسَفَةِ "تُرَاث". فِي ٱلأَدَبِ "تُرَاث". فِي ٱلْعُلُومِ "تُرَاث". فِي ٱلْمُوسِيقَى "تُرَاث".
فِي ٱلْمُوسِيقَى مُمْكِنٌ أَنْ نَقُولَ بِأَنَّ ٱلتُّرَاثَ لَيْسَ مُؤَلَّفًا وَمُكَوَّنًا مِنَ ٱلْمَادَّةِ ٱلنَّغَمِيَّةِ ٱلَّتِي وَصَلَتْنَا. وَلٰكِن أَحَدُ عَنَاصِرِ ٱلتُّرَاثِ هِيَ ٱلْمَادَّةُ ٱلنَّغَمِيَّةُ ٱلَّتِي وَصَلَتْنَا، سَوَاءٌ كَانَتْ "مَقَامَات" أَوْ أَشْكَالاً مُوسِيقِيَّةً غِنَائِيَّةً مِنْ تَرَاتِيلَ وَغَيْرِهَا أَوْ مُوسِيقى شَعْبِيَّةً.
الْمَقَامَاتُ مَثَلاً رُكْنٌ أَسَاسِيٌّ فِي ٱلتُّرَاثِ وَهْيَ ٱلَّتِي تُحَدِّدُ طُرُقَ مُعَالَجَةِ ٱلْفِكْرِ ٱلْمُوسِيقِيِّ ٱلْجَدِيدِ وَضِمْنَ أَيَّةِ خُطُوطٍ.
التُّرَاثُ ٱلْكلاسِيكِيُّ ٱلْمُوسِيقِيُّ هُوَ أَيْضًا جُزْءٌ مُهِمٌّ مِنَ ٱلتُّرَاثِ، لأَنَّهُ ٱسْتِمْرَارِيَّةٌ مُعَيَّنَةٌ لا نَسْتَطِيعُ ٱلتَّخَلِّي عَنْهُ.
هُنَاكَ وجْدَانٌ عَامٌّ وَحَسَاسِيَّةٌ عَامَّةٌ عِنْدَ ٱلنَّاسِ هِيَ جُزْءٌ مِنَ ٱلتُّرَاثِ.
الْحَسَاسِيَّةُ ٱلْعَامَّةُ هِيَ وَلِيدَةُ عَنَاصِرَ تَارِيخِيَّةٍ وَجُغْرَافِيَّةٍ وَنَفْسِيَّةٍ وَحَضَارِيَّةٍ، تُولَدُ عِنْدَ ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ يَعِيشُونَ بِمِنْطَقَةٍ مُعَيَّنَةٍ وَمُنْتَمِينَ لِحَضَارَةٍ عَامَّةٍ.
هٰذِهِ ٱلْحَسَاسِيَّةُ ٱلْعَامَّةُ هِيَ ٱلَّتِي تُقَرِّرُ إِذَا كَانَ هٰذَا ٱلْعَمَلُ مِنْ ضِمْنِ ٱلتُّرَاثِ أَمْ مِنْ خَارِجِ ٱلتُّرَاثِ، وَلَيْسَ شَخْصًا مُتَخَصِّصًا هُوَ ٱلَّذِي يُقَرِّرُ.
وَطَالَمَا هٰذِهِ ٱلْحَسَاسِيَّةُ هِيَ قَابِلَةٌ لِلتَّطَوُّرِ وَٱلتَّغْيِيرِ، وَقَابِلَةٌ لاِسْتِلامِ عَنَاصِرَ جَدِيدَةٍ خَاصَّةٍ فِي ٱلْعَصْرِ ٱلْجَدِيدِ.
«الثَّقَافَاتُ قَادِرَةٌ عَلَى ٱلتَّفَاعُلِ بِسُرْعَةٍ كَبِيرَةٍ، وَخَاصَّةً فِي يَوْمِنَا هٰذَا بِسَبَبِ وَسَائِلِ ٱلإِعْلامِ ٱلْحَدِيثَةِ»، فَٱلْحَسَاسِيَّةُ ٱلْعَامَّةُ هٰذِهِ تُطَوِّرُ وَتُوَسِّعُ مَدَى تَقَبُّلِ أَعْمَالِ ٱلْمُوسِيقِيِّينَ فِي مَرْحَلَةٍ مِنَ ٱلْمَرَاحِلِ.
إِنَّ ٱلتُّرَاثَ بِهٰذَا ٱلْمَعْنَى هُوَ مَفْهُومٌ مُتَحَرِّكٌ وَلَيْسَ مَفْهُومًا جَامِدًا (تَأْتِيهِ عَنَاصِرُ جَدِيدَةٌ وَتَتْرُكُهُ عَنَاصِرَ قَدِيمَةً).
لَوْ كَانَ ٱلتُّرَاثُ سَاكِنًا لَمْ يَسْتَطِعْ تَقَبُّلَ "سَيِّد دَرْوِيش" مَثَلاً. هُنَاكَ أَشْخَاصٌ يَقُولُونَ بِأَنَّ هٰذَا ٱلْعَمَلَ أَوْ هٰذِهِ ٱلظَّاهِرَةَ ضِمْنَ ٱلتُّرَاثِ أَوْ خَارِجَهُ ، وَلٰكِنَّ ٱلْحَقِيقَةَ «شَخْصٌ بِمُفْرَدِهِ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحَدِّدَ هٰذَا ٱلشَّيْءَ».
طَبْعًا ٱلتُّرَاثُ بِمَعْنَى ٱلْحَسَاسِيَّةِ ٱلْعَامَّةِ ٱلْمُتَطَوِّرَةِ لَيْسَ شَيْئًا مُجَرَّدًا فِي ٱلْهَوَاءِ. هُوَ حَيٌّ. هُوَ ذَوْقُ ٱلنَّاسِ بِشَكْلٍ عَامٍّ وَذَوْقُ ٱلنُّخْبَةِ.
التَّفَاعُلُ مَعَ بَعْضِهِمِ ٱلْبَعْض يُوَلِّدُ ٱلشَّيْءَ ٱلْوَسَطَ. الشَّيْء ٱلَّذِي يقبل وَيرفض. وَٱلزَّمَنُ هُوَ ٱلَّذِي يُثْبِتُ ٱلاِنْتِمَاءَ لِهٰذَا ٱلتُّرَاثِ أَوْ رَفْضِهِ.
لا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَقُولَ ٱلْيَوْمَ عِنْدَنَا أَنَّ ٱلذَّوْقَ ٱلْعَامَّ جَيِّدٌ، بِدَلِيلِ ٱنْتِشَارِ ٱلأَغَانِي ٱلسَّاقِطَةِ. وَلٰكِن هٰذَا ٱلشَّيْءُ مُؤَقَّتٌ.
فِي ٱلنِّهَايَةِ لا يَصُحُّ إِلاَّ ٱلصَّحِيح. وَٱلصَّحِيحُ هٰذَا سَيُعْطِينَا ٱلأَحْكَامَ ٱلنِّهَائِيَّةَ عَلَى ٱلأَعْمَالِ ٱلْجِدِّيَّةِ.
نَرَى مَثَلاً لا تَعِيشُ سِوَى يَوْمَيْنِ ثَلاثَة، وَيَأْتِي غَيْرُهَا.
وَبِٱلتَّالِي هٰذِهِ ٱلأَغَانِي حَتَّى لَوْ كَانَتْ ضِمْنَ ٱلْحَسَاسِيَّةِ ٱلْعَامَّةِ وَضِمْنَ ٱلْمَقَامَاتِ ٱلْعَرَبِيَّةِ، وَضِمْنَ ٱلْمُوسِيقَى ٱلْعَرَبِيَّةِ ٱلأُصُولِيَّةِ تَأْلِيفًا وَتَلْحِينًا وَغِنَاءً.
بِٱلنِّهَايَةِ لِكَوْنِهَا دُونَ مُسْتَوَى إِنْتَاجِ ٱلتُّرَاثِ ٱلْكلاسِيكِيِّ سَتَسْقُطُ حَتْمًا لِوَحْدِهَا. وَأَيْضًا ٱلأَعْمَالُ ٱلْفَرْدِيَّةُ ٱلتَّأْلِيفِيَّةُ ٱلْكَبِيرَةُ تَقْبَلُهَا ٱلنُّخْبَةُ وَيَرْفُضُهَا ٱلذَّوْقُ ٱلْعَامُّ. وَهُنَا لا أَقُولُ بِأَنَّ ٱلذَّوْقَ ٱلْعَامَّ مُنْحَطٌّ كُلِّيًّا وَلا ٱلنُّخْبَة ذَوْقُهَا .
هُوَ "الْحَكَم ٱلصَّحِيح"، لٰكِنْ بِٱلنِّهَايَةِ سَيَصِلُ أَيُّ عَمَلٍ مَا إِلَى حَالَةِ تَوَازُنٍ مَعَ ٱلذَّوْقِ ٱلْعَامِّ ٱلصَّحِيحِ. وَٱلذَّوْقُ
ٱلْعَامُّ هُوَ ٱلَّذِي سَيُقَرِّرُ صَلاحِيَّةَ ٱلْعَمَلِ أَوْ عَدَمَ صَلاحِيَّتِهِ.
تصورات مارسيل
الجديدة
حول الوظيفة الموسيقية وآلياتها..
أَنَا أَفْتَرِضُ تَصَوُّرًا جَدِيدًا لِلْوَظِيفَةِ ٱلْمُوسِيقِيَّةِ. وَظِيفَة مُخْتَلِفَة نَوْعِيًّا عَنِ ٱلْوَظِيفَةِ ٱلسَّابِقَةِ ٱلسَّائِدَةِ.
بِمَعْنى أَوْضَح ٱلْوَظِيفَة هِيَ تَقْدِيمُ مُوسِيقى لِلنَّاسِ تَتَلاءَمُ مَعَ ٱلْمُعْطَيَاتِ ٱلثَّقَافِيَّةِ وَٱلاِجْتِمَاعِيَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ. وَتُسَاهِمُ بِإِغْنَاءِ ٱلْحَيَاةِ ٱلرُّوحِيَّةِ لِهٰذَا ٱلإِنْسَانِ ٱلْحَدِيثِ.
الْمُوسِيقَى هٰذَا ٱلاِنْسِجَامُ ٱلصَّوْتِيُّ ٱلَّذِي يُنْتِجُ مُتْعَةً مُعَيَّنَةً تَدْخُلُ ٱلأُذُنَ ٱلْبَشَرِيَّةَ. هٰذِهِ ٱلْمُتْعَةُ يَجِبُ تَحْوِيلُهَا مِنْ مُتْعَةٍ مُجَرَّدَةٍ بِدَائِيَّةٍ إِلَى مُتْعَةٍ مُتَطَوِّرَةٍ. الْفَنُّ عَظِيمٌ مُمْتِعٌ. وَنَحْنُ بِحَاجَةٍ لِمُوسِيقى عَظِيمَةٍ بِإِمْتَاعِهَا ٱلَّذِي هُوَ مِنْ نَوْعٍ جَدِيدٍ. لا أَحَدَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَضَعَ رِسَالَةً ٱجْتِمَاعِيَّةً لِلْمُوسِيقَى.
الْمُوسِيقِيُّ – الْمُنْتِجُ هُوَ ٱلَّذِي سَيَحْمِلُ هٰذِهِ ٱلرِّسَالَةَ ٱلاِجْتِمَاعِيَّةَ ضِمْنَ خَطٍّ عَامٍّ، أَلا وَهْوَ إِغْنَاءُ ٱلْحَيَاةِ ٱلرُّوحِيَّةِ لِلإِنْسَانِ. وَفِي هٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ يَلْعَبُ هٰذَا ٱلْمُوسِيقِيُّ دَوْرَهُ ٱلْمُتَقَدِّمَ وَيُؤَدِّي وَظِيفَتَهُ كَمُوسِيقِيٍّ.
قضايا الكون والعالم تشغل بال مارسيل..والموسيقى التي كتبها محمود درويش مازالت تنطق بأجوبة على أسئلة لازالت لليوم مطروحة.
فِي عَصْرِنَا ٱلْحَاضِرِ مَهْمَا كَانَ ٱلْفَنَّانُ عَظِيمًا، إِذَا لَمْ يَكُنْ مُنْدَفِعًا لا يَسْتَطِيعُ ٱلْمُسَاهَمَةَ بِٱلإِجَابَةِ عَلَى ٱلأَسْئِلَةِ ٱلْمَطْرُوحَةِ. وَلا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُعَبِّرَ عَنِ ٱلْوَعْيِ ٱلْعَامِّ بِقَضَايَا ٱلْكَوْنِ وَٱلْعَالَمِ ٱلْحَدِيثِ بِمُخْتَلَفِ نَوَاحِيِهِ.
بِقَدْرِ مَا يَرْتَفِعُ هٰذَا ٱلْوَعْيُ يَرْتَفِعُ عِنْدَهَا مُسْتَوَى تَطَوُّرِ ٱلْفَنَّانِ ٱلْمُوسِيقِيِّ وَمُسْتَوَى تَطَوُّرِ ٱلْفَنَّانِ لِوَظَائِفِ ٱلْمُوسِيقَى. بِكُلِّ فَتْرَةٍ مِنَ ٱلْفَتَرَاتِ تَنْحَسِرُ أَشْكَالٌ وَمَضَامِين وَتَأْتِي مَكَانَهَا أَشْكَالٌ وَمَضَامِينُ جَدِيدَةٌ.
كُلَّمَا ٱلْمُوسِيقِيُّ تَفَهَّمَ حَاجَةَ ٱلْمُجْتَمَعِ إِلَى هٰذِهِ ٱلْمَضَامِينِ وَٱلأَشْكَالِ ٱلْجَدِيدَةِ كُلَّمَا كَانَ قَادِرًا عَلَى أَنْ يَتَطَوَّرَ وَأَنْ يُلَبِّيَ حَاجَاتِ ٱلذَّوْقِ ٱلْعَامِّ، وَيُجِيبُ عَلَى ٱلأَسْئِلَةِ ٱلَّتِي يَطْرَحُهَا ٱلْمُجْتَمَعُ وَٱلنَّاسُ وَٱلْحَيَاةُ. كَرَأْيٍ عَامٍّ بِٱلْوَضْعِ ٱلْمُوسِيقِيِّ ٱلْحَاضِرِ عِنْدَنَا لَمْ تَكُنْ كُلُّ تِلْكَ ٱلْقَفْزَاتِ كَافِيَةً. مُهِمَّاتٌ كَثِيرَةٌ لَمْ تُنْجَزْ بَعْدُ. وَمُهِمَّاتُ "سَيِّد دَرْوِيش" بِرَأْيِي مُهِمَّاتٌ مُهِمَّةٌ. الْمُوسِيقَى ٱلَّتِي كَتَبَهَا هٰذَا ٱلرَّجُلُ تَنْطِقُ بِأَجْوِبَةٍ عَلَى أَسْئِلَةٍ مَا زَالَتْ لِلْيَوْمِ مَطْرُوحَةً.
وَهٰذِهِ ٱلأَسْئِلَةُ لا يَسْتَطِيعُ فَرْدٌ أَنْ يُجَاوِبَ عَلَيْهَا. مَرْحَلَةٌ بِأَكْمَلِهَا هِيَ ٱلَّتِي سَتُجَاوِبُ عَلَيْهَا. وَحَصِيلَةُ ٱلاِتِّجَاهَاتِ ٱلْمُخْتَلِفَةِ هِيَ ٱلَّتِي سَتُعْطِينَا حَصِيلَةَ ٱلْجَوَابِ ٱلنِّهَائِيِّ.
الْمُهِمُّ هُنَا ٱلْجَانِبُ ٱلْفِكْرِيُّ ٱلْعَامُّ، وَلَيْسَ ٱلْجَانِبَ ٱلْفِكْرِيَّ ٱلْمُحَدَّدَ، لأَنَّ ٱلْمُوسِيقَى لا تَقُولُ شَكْلاً مُعَيَّنًا وَمُبَاشِرًا.
أَصْلاً ٱلْمُوسِيقَى لا تَقُولُ ٱلْفِكْرَ بِٱلْمَعْنَى ٱلْمَلْمُوسَ وَخَاصَّةً لا تَقُولُ فِكْرًا سَلْبِيًّا. كُلُّ ٱلْمُوسِيقَى إِيجَابِيَّةٌ. تَسْتَطِيعُ أَنْ تَقُولَ مُوسِيقَى رَدِيئَةً وَمُوسِيقى جَيِّدَةً. وَلٰكِنْ لا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَقُولَ مُوسِيقى تَقَدُّمِيَّةً وَأُخْرَى رَجْعِيَّةً. بِٱلْمَعْنَى ٱلإِيْديُولُوجِيِّ ٱلأَدَبِيِّ ٱلْمَلْمُوسِ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَقُولَ مُتَقَدِّمَةً أَوْ مُتَأَخِّرَةً أَوْ مُتَخَلِّفَةً. الْمُوسِيقِيُّ ٱلَّذِي يَحْمِلُ نَوْعًا مِنَ ٱلْوَعْيِ ٱلْفِكْرِيِّ أَوِ ٱلْخَطِّ ٱلْفِكْرِيِّ ٱلْوَاضِحِ. لَيْسَ بِٱلضَّرُورَةِ أَنْ يَكُونَ تَقَدُّمِيًّا أَوْ غَيْرَ تَقَدُّمِيٍّ. الْمُهِمُّ أَنْ لا يَكُونَ مُنْتَفِعًا مِنَ ٱلْمُوسِيقَى. الْمُنْتَفِعُ مِنَ ٱلْمُوسِيقَى حَتْمًا سَيَعُودُ وَيَكْتُبُ مُوسِيقى مُتَخَلِّفَةً.
وَٱلْمُقْتَنِعُ بِأَهَمِّيَّةِ وَرِسَالَةِ ٱلْفَنِّ ٱلْمُوسِيقِيِّ هُوَ ٱلْوَحِيدُ ٱلْقَابِلُ عَلَى إِنْتَاجِ مُوسِيقَى جَيِّدَةٍ لَيْسَ بِٱلضَّرُورَةِ أَيْضًا أَنْ يُنْتِجَ مُوسِيقى جَيِّدَةً.
وَلٰكِن أَقُولُ قَابِلاً بِأَنْ يُنْتِجَ مُوسِيقى جَيِّدَةً، لأَنَّ كُلَّ وَعْيٍ وَكُلَّ خَطٍّ فِكْرِيٍّ مَعْنَاهَا فَرِيد مِنَ ٱلاِنْفِتَاحِ، وَبِٱلتَّالِي مَزِيد مِنْ فَهْمِ ٱلْمُوسِيقَى أَكْثَر.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
الحلقة الأولى: رائد الفن "الملتزم" الفنان العالمي "مارسيل خليفة" يفتح قلبه ل"أكورا بريس"
هل مشكلة " العربية " في مصطلحاتها أم في مُستعملِيها؟
رسالة من مارسيل خليفة إلى كل الثوار العرب
رسالة من مارسيل خليفة إلى كل الثوار العرب
بَحْثًا عن ٱلْهُوِيَّة ٱلمفقودة: في مُساءَلة ٱلتَّوَهُّم ٱلْهُوِيَّانِيّ
أبلغ عن إشهار غير لائق