لا يمكن لنا أن نتصور رئيس دولة يدلي بتصريح أو يستضيف صحافة وطنية تابعة لبلاده ويجيب عن الأسئلة التي تشغل بال الرأي العام ببلده، ويُمنع تصريحه من النشر لأن أجوبته لم تكن ملتزمة بالخطوط المرسومة له، ولكن في الجزائر، أم المصائب، يمكن أن تحدث الأعاجيب، وقد حدث هذا فعلا من السيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية بشهادة صحافيين استقصائيين كشفوا هول الصدمة التي سيتلقاها المواطنون الجزائريون الذين كانوا ينتظرون مضمون اللقاء الصحفي "للسيد الرئيس" مع الصحافة الوطنية الجزائرية. فقد كشف الصحافيون الاستقصائيون المعنيون أن الرئيس الجزائري المعين عبد المجيد تبون صرح بالعديد من الكوارث في اللقاء الصحفي المذكور، وقال كلاما لايليق بدول صديقة وشريكة مثل فرنساوالإمارات العربية المتحدة ومصر ومجموعة البريكس التي لم تفلح الجزائر في الإنضمام إليها، في الوقت الذي انضمت إليها دول يراها النظام الجزائري "أقل قيمة" من الجزائر "القوة الضاربة"، مثل مصر التي اعتبر الرئيس تبون شعبها "فقير للغاية ويكافح من أجل إطعام نفسه"، واتهم الإمارات العربية المتحدة بوقوفها وراء رفض انضمام الجزائر إلى مجموعة البريكس، إضافة إلى اتهام الإمارات العربية المتحدة، التي نعتها ب "الشيطان"، بدفع المغرب إلى حرب ضد الجزائر لإرضاء إسرائيل، وحتى المبعوث الأممي المعني بالحق في حرية التجمع السلمي لم يسلم من "عنترية" الرئيس، ناهيك عن عدد الأكاذيب "السلوقية" التي يطلقها الرئيس الجزائري تثير السخرية بوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. وبما يشبه عملية الحجر، تدخلت رئاسة الجمهورية لتمنع اللقاء الصحفي من النشر مما يؤكد أن ما صرح به "السيد الرئيس" من شأنه أن يجلب المتاعب للجزائر مع حلفائها الذي لم يسلموا من "لذغات الرئيس"، وبشكل منطقي واضح يظهر الرئيس "المغبون" بمظهر المرتبك المنفعل من جراء انكسارات الجزائر "القوة المضروبة" أمام انتصارات المغرب القوة الضاربة الحقيقية في المنطقة، المغرب الذي فاز أمامها بشرف احتضان كأس افريقيا لسنة 2025، وتغلب عليها في عدة معارك سياسية ورياضية وحقوقية لايتسع المجال لسردها، وخاصة شعور النظام الجزائري بهزيمته المرتقبة في الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي في قضية الصحراء المغربية. لقد تأكد للعالم أن الجزائر غير جديرة بالثقة، ولاتحفظ العهد أو الاحترام إلا لمصالحها، ولاتعترف بالتنافس الشريف، والوفاء للشركاء، واكتشفها العالم مغرورة بنفسها، تعاني من عقد سيكولوجية توجه أداءها، أبرزها العقدة التي تعانيها من جاره المغرب، والتي تحولت إلى عقيدة تتحكم في سلوكها، وهي حالة ميؤوس منها تنذر ببداية نهاية النظام العسكري الجزائري.