على الرغم من أن الاجتماع لم يسفر عن تشكيل لجنة مشتركة بين الحزبين إلا أن اللقاء الذي جمع قيادة الاتحاد الاشتراكي وقيادة العدالة والتنمية مساء أول أمس مر في "أجواء إيجابية". الاتحاد الذي يراهن على استقطاب مزيد من التأييد لمذكرته للاصلاحات السياسية والدستورية، لم يجد عناء في إقناع قيادة "المصباح" بأهميتها في "لملمة الوضع السياسي الحالي" وفتح أفق جديد للتجربة الديمقراطية ببلادنا تأكد ذلك من خلال التجاوب الكبير الذي أبداه عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية مع هذه المذكرة التي قال عنها في تصريح للأحداث المغربية " لا اعتراضات جوهرية لدينا بخصوص هذه المذكرة. نحن متفقون معها في الجوهر ما نحتاجه هو التدقيق في بعض الأمور. هذا سنتحدث عنه في لقاءات قادمة". ولأنه اللقاء الأول من نوعه بين قيادات الحزبان منذ تأسيس حزب العدالة والتنمية، لم يفوت رفاق الراضي الفرصة دون تسجيل بعض الملاحظات على رفاق بنكيران. الكاتب الأول للاتحاد أكد على ضرورة أن يوضح حزب المصباح موقفه من توظيف الدين في السياسة، وأن يبدل جهدا من أجل إقناع الفرقاء السياسيين بأنه لا يشكل عرقلة للديمقراطية". انبرى كل من بنكيران وسعد الدين العثماني للدفاع عن موقف حزبهم من هذه القضية. حيث اعتبرا أن العدالة والتنمية ليس حزبا دينيا وأنه يمارس السياسة كباقي الأحزاب في إطار القوانين المنظمة للأحزاب السياسية مع التأكيد على حضور المرجعية الإسلامية في أدبياتهم السياسية.. وبعد أن أصبح الاتحاد يخاطب كل الفرقاء السياسيين، حتى أصبح الجميع يخطب وده" كما جاء على لسان أحد قياديي العدالة والتنمية، يراهن رفاق بنكيران على دور ما لحزب الوردة من أجل تطبيع علاقاته مع بعض الأحزاب السياسية. واعتبروا أن الاتحاد تقع عليه هذه المسؤولية بحكم المكانة التي يحتلها في المشهد السياسي