بعد ظهر الجمعة الماضي حضرت ندوة ثقافية تم تنظيمها بتعاون حزب الاستقلال مع مؤسسة علال الفاسي في إطار الاحتفال بمرور مائة عام على ميلاد زعيم التحرير وتخليدا لذكرى انعقاد مؤتمر طنجة لأحزاب المغرب العربي في الأسبوع الأخير من أبريل 1958. في هذه الندوة استمع الحاضرون إلى عرض قيم للوزير نزار بركة وآخر للأستاذ المصلوحي حول حقائق مؤلمة عن الحالة المتردية للعلاقات بين الأقطار المكونة للمغرب العربي. وتم هكذا الكشف عن أرقام مهولة وإحصائيات مضبوطة مستخرجة من تقارير لهيئات دولية حول الضياع الناتج عن توقف عجلة العمل المشترك المغاربي. ففي كل سنة تضيع من كل قطر إمكانيات الرفع من معدلات التنمية الاقتصادية وكل سنة تتراجع القوة التفاوضية لكل قطر بخصوص العلاقات السياسية والاقتصادية مع المجموعة الاقتصادية الأوربية وغيرها من التكتلات. وكل سنة يظل كل قطر يقوم بتدبير شؤونه بصورة انفرادية، فيكون الضحايا هم أفراد الشعب على مستوى محدوية خلق فرص للعمل أو الحماية الاجتماعية والقوة الشرائية. ومع ذلك أشار كل من نزار بركة والأستاذ المصلوحي إلى أن اتحاد المغرب العربي لم يصل بعد إلى ما يمكن اعتباره بالسكتة القلبية، فالعديد من اللجان تقدمت في أعمالها ولكن تبقى، مع ذلك، الحاجة إلى إرادة سياسية قوية للخروج من الباب المغاربي المسدود لتدارك الزمن المغاربي الضائع خدمة لحاضر المجتمعات المغاربية ومستقبلها. ولكن إلى جانب هاتين الدراستين القيمتين، استغربت شخصيا مما سمعته من الأستاذ عباس الفاسي الذي قال في كلمته بأن الزعيم علال كان صاحب مبادرة اجتماع أحزاب المغرب العربي بطنجة وذكر أسماء الوفد الذي مثل حزب الاستقلال وقال عن عبد الرحيم بوعبيد بأنه «ربما كان ضمن أعضاء الوفد». من سوء حظنا أن الزعيم علال وافته المنية مبكرا، وكان في السنة الرابعة والستين عندما أصيب بسكتة قلبية برومانيا في 14 ماي 19745 وبذلك لم يتمكن رحمه الله من كتابة مذكراته عن المراحل النضالية في حياته كواحد من أبرز قادة الحركة الوطنية وهكذا لم يسبق للزعيم علال أن قال يوما ما بأنه صاحب مبادرة استدعاء مؤتمر طنجة. وبعد سبع سنوات ونصف، كان عبد الرحيم بوعبيد يكتب مذكراته بعدما أبعد في أكتوبر 1981 إلى قرية ميسور ونشر منها في سلسلة مقالات صدرت في أسبوعية البلاغ المغربي في ماي 1983، الجزء الخاص بمؤتمر طنجة. ومن الصعب على من عرفوا السي عبد الرحيم أن يطعنوا في ماقاله عن حدث تم استدعاء الأحزاب على ضوء تحليل سياسي أخذ بعين الاعتبار مستجدات تلك المرحلة وقال بوعبيد : هكذا انطلاقا من هذه المعطيات، تم في بداية أبريل 1985 اتفاق بين الشهيد المهدي بن بركة وبيني على ضرورة إطلاع المرحوم علال الفاسي على هذا التحليل والنتائج التي استخلصناها. فاتجهنا نحن الاثنان إلى منزله بطنجة حيث كان يقيم منذ رجوعه من الخارج. ويتابع السي عبد الرحيم كلامه وهو يستحضرذلك الحدث ويقول بأن السي علال هو الذي ترأس المؤتمر بعدما بارك هذا التوجه بالنسبة لآفاق المغربي وقال لي : «هكذا سنعطي للأقطار العربية الأخرى، المثل في التوجه النير والإرادة الحقيقية لبناء الوحدة.