اختبأ إمام مسجد بمدينة جنوبية خلف المكانة الدينية التي يحظى بها بين الناس، قبل أن يجد ضالته في شاب يقربه من العمر ويتقاسم معه نفس الميولات الجنسية الشاذة التي يمارسها وإياه في الخفاء، قبل أن ينكشف أمره بالصدفة ويتم تقديمه للمحاكمة رفقة شريكه بتهمة الشذوذ الجنسي، ويتم فصله عن إمامة المسجد. استفاق سكان الحي الذي يقع به المسجد، على صدمة كبيرة في يوم من أيام أبريل الماضي، حيث انفجرت الفضيحة الجنسية لإمام المسجد الذي كان يعاني من الشذوذ الجنسي ويمارس الجنس مع الرجال. كان الاحترام والتقدير هو السمة الغالبة على تعاملات سكان الحي مع إمام المسجد. الكبير والصغير يسمو به إلى أعلى المراتب لأنه رجل علم وحافظ لكتاب الله، فكان الكل يحترمه في وجوده وفي غيابه، ويخافون من إظهار غلطاتهم بحضوره حتى لا يبدأ في سرد ما أوصى به الله ورسوله من وعد ووعيد على مسامعهم. عرف الإمام بين الناس بورعه وتقواه وخوفه من ارتكاب المعاصي، وكان معروفا بقلبه الكبير لكونه كاتم أسرار سكان الحي، وعلى استعداد دائم في أي وقت للاستماع لمشاكلهم وتقديم يد العون لهم في حدود إمكانياته البسيطة. لذلك كان الإمام يحظى بمكانة خاصة ويستحوذ على تعاطف الناس معه، واحترامهم له. إمام المسجد الرجل الذي لا يتجاوز عمره السادسة والثلاثين سنة، متزوج وأب لطفل وينتظر مولودا آخر، ينحدر من هوامش المدينة الجنوبية وتم تعيينه من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إماما على في ذلك المسجد لمدة ثلاث سنوات قبل أن يفتضح أمره، ويكتشف الناس حقيقة طبيعته الشاذة. البحث عن متغيب بدأت فصول قضية الإمام الذي كان بعيدا عن أي نوع من الشكوك من طرف السكان، عندما اختفى عن الأنظار لمدة تزيد عن الخمسة أيام دون أن يعلم زوجته عن مكان وجوده، مما حدا بها إلى الشروع في البحث عنه في كل مكان، لكن بحثها كان دون جدوى. غيرت الزوجة وجهتها واتجهت صوب قسم الشرطة للتبليغ عن غياب زوجها والاستعانة بخبرات مصالح الأمن في هذا الميدان، خاصة بعد أن ضاع أملها في التوصل إلى مكانه عند معارفه وأقاربه. شرعت الشرطة في البحث عن الإمام الذي اختفى عن الأنظار في ظروف غامضة، تاركة الباب مفتوحا أمام جميع الفرضيات الممكنة، إلى أن قادتها خيوط البحث إلى العثور عليه عند رجل عازب من معارفه يقطن لوحده بحي يبعد كثيرا عن مقر عمله وسكنه. الاستنطاق الذي قامت به الشرطة القضائية سيكشف عن الكثير من الحقائق المثيرة التي لم تكن لتخطر على بال أحد، فقد تبين بعد الضغط على الإمام لمعرفة سبب اختفائه عن الأنظار دون علم أحد من معارفه، أن الشخص الذي كان يوجد بمنزله تربطه به علاقة جنسية شاذة. تفاصيل علاقة غير عادية روى الإمام تفاصيل تعرفه على الشاب والكيفية التي جعلتهما يدخلان في علاقة شاذة، حيث التقي الإمام بذلك الشاب في إحدى الساحات وأعجب به، وبعد تجاذب أطراف الحديث فيما بينهما، بدأ الإمام يمرر يده على الأعضاء التناسلية للشاب الثلاثيني محاولا إقناعه بممارسة الجنس معه. وجد الإمام تجاوبا كبيرا من طرف الشاب، واتفقا على أن يتقاسما اللذة المسروقة التي يتبادلانها في شقة الشاب بعيدا عن الأنظار، ودون أن تحوم الشكوك حول الإمام المعروف بتقواه بين الناس، والذي يختبئ خلف صفة إمام المسجد ليمارس شذوذه الجنسي. نجح الإمام في تجسيد الدورين الذين اختار لعبهما فهو رجل تقي أمام الناس، لكنه شيطان عندما يختلي بنفسه، لكن القدر شاء له أن ينكشف ويفتضح أمره بين الناس، لتتم إحالته وشريكه في الشذوذ على المحكمة الابتدائية، التي لم تستطع إدانته بالمنسوب إليه، لأن المحامي استطاع الطعن في مصداقية اعترافات المتهمين في غياب حالة التلبس، مشككا في محاضر الضابطة القضائية. بعد انتشار خبر فضيحة الإمام الجنسية سارعت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى فصله عن العمل كإمام للمسجد، بالرغم من قرار المحكمة إخلاء سبيله لغياب حالة التلبس، لكن الألسن في المدينة مازالت تتناقل أخبار فضيحة الإمام الذي خان الأمانة، وتطرح العديد من الأسئلة التي لم تجد لها جوابا حول الثغرات الموجودة في القانون والتي يستغلها المحامون لاستصدار حكم البراءة. مجيدة أبوالخيرات