انطلاق مهرجان المعاريف بإكراهات مادية

أرخت مساء الثلاثاء الماضي أجواء رحيل صاحب ثلاثية مشروع «نقد العقل العربي» الفيلسوف والمفكر الكبير الدكتور «محمد عابد الجابري» على أشغال الندوة الصحفية للمهرجان الثقافي الثاني عشر لربيع المعاريف. وقبل أن تنطلق الندوة دعا منظموها إلى قراءة الفاتحة على روح الفقيد، وفاء لعطائه الفكري والفلسفي. وأقر رئيس مقاطعة المعاريف بغياب المشاركة الفنية للوفود الأجنبية خلال مهرجان ربيع المعاريف
المزمع تنظيمه خلال الفترة الممتدة ما بين 11 و 22 ماي 2010، مفسرا ذلك بضعف الإمكانيات المادية المرصودة للمجال الثقافي والفني في إطار مهرجاني المقاطعة رمضان وربيع المعاريف التي لا تتعدى قيمتهما المالية الإجمالية 20 مليون سنتيم. وحول مسألة دمج المهرجان الرمضاني والربيعي في نشاط واحد قصد إعطاء مقاطعة المعاريف وزنها الإشعاعي في المجال الثقافي والفني وترشيدا للمال العام، تشبث المنظمون بإعطاء كل مناسبة فرصة لتخليد المهرجان، حيث استل رئيس المقاطعة المثل العامي القائل: «قليل ومداوم ولا كثير ومقطوع» من أجل الاحتفاظ بالمهرجانين معا اللذين ورثهما مجلس المقاطعة عن حقب سالفة، قبل العمل بوحدة المدينة، ورأى رئيس المقاطعة في المهرجانين معا فرصة للتواصل مع سكان مقاطعة المعاريف التي يضم ترابها العديد من المركبات الجامعية والثقافية والمؤسسات التعليمية ذات التاريخ الحافل والإشعاع الوطني بمدينة البيضاء.
فيما اعتبر نائب رئيس مقاطعة المعاريف أن تنظيم المهرجان الثقافي للمعاريف يحظى بالتوافق السياسي بين جميع مكونات مجلس المقاطعة، مبديا استغرابه في التشكيك داخل المجلس بعدم نجاحه، رغم أن مشروع المهرجان حظي بالإجماع خلال انعقاد جلسات أشغال لجان المجلس. وأكدت رئيسة لجنة الشؤون الثقافية والشباب والرياضة، المستشارة بمجلس المقاطعة على إشراك ما يقرب 50 جمعية وطنية ومحلية في لقاء تواصلي لتنظيم مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية لفائدة الشباب والأطفال بتراب مقاطعة المعاريف .
ولتجاوز الصعوبات والإكراهات التقنية التي واجهت تنظيم المهرجانات السابقة بمقاطعة المعاريف كشف منظمو الندوة الصحفية عن رصد مجلس المقاطعة ميزانية 30 مليون سنتيم لإعادة صيانة الإنارة والمعدات الصوتية للمركب الثقافي محمد زفزاف وتجديد الخزانة الجماعية. وستشهد فضاءات المركبات الثقافية ثريا السقاط ومحمد زفزاف وخزانته الجماعية إقامة مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية للفرق في التراث الشعبي والأغنية المغربية وتوقيع مجموعة من الدواوين الشعرية لأدباء مغاربة وإقامة عدة معارض للوحات التشكيلية وجداريات للأطفال والشباب.