مواطنون بمكناس يهجمون على أراضي الأحباس ويشرعون في تجزيئها

تعزيزات أمنية كبيرة وصلت مدينة مكناس صباح أمس، كي تنهي التوتر الذي ساد منذ يوم السبت. بحي سيدي بوزكري، انطلقت الشرارة الأولى للاحتقان بقيام بعض الأشخاص بتجزيء وتقسيم أراض في ملكية الأحباس.
الأراضي المستهدفة تبلغ مساحتها 20 هكتارا تتوزع بين أحياء الأمل والوحدة 3 والأطلس 3. خلال الساعات الأولى من الشروع في عمليات التقسيم، اقتصر الأمر في البداية على بعض الأطفال والشبان، غير أنه تطور الأمر في الساعات الاولى من صباح أمس الأحد حيث نزل إلى عين المكان الكثير من الأشخاص نساء ورجالا وأطفالا حيث شرعوا في أجرأة عملية الاحتلال محتمين في ذلك بحراسة خاصة من مجموعة من الأشخاص يحملون الهراوات والعصي والسيوف.
منذ الساعة السابعة صباحا، حضر إلى عين المكان كل من والي الجهة عامل عمالة مكناس ووكيل الملك لدى ابتدائية مكناس ووالي أمن مكناس وعدة مسؤولين أمنيين من مساعديه قبل أن يلتحق بهم رئيس الجماعة الحضرية بمكناس، فيما غابت إدارة الأحباس المالكة للأراضي كأن الأمر لا يهمها.
حاولت السلطات المحلية فتح حوار مع مجموعة من الأشخاص، لكنهم في بداية الأمر رفضوا رفضا قاطعا ذلك، قبل أن يعدلوا عن قرارهم حيث تم انتداب مجموعة من الأشخاص، وعقدت جلسة حوار بمقر الملحقة الإدارية 17، حاولوا خلالها تبرير ما أقدموا عليه بدافع الحاجة إلى السكن، غير أن الوالي أفهمهم أن باب الحوار يجب أن يبقى مستمرا شريطة عدم القيام بأي عملية بناء أو غيرها على أراضي الأحباس ملتزما في الوقت ذاته بمحاولة إيجاد حل لوضعيات بعض المواطنين المحتاجين جدا بتنسيق مع إدارة الأحباس باعتبارها المالك الشرعي للأراضي.
وبعد وقت طويل من الحوار في المرحلة الثانية بمدخل الملحقة الإدارية تفرقت مجموعة من المواطنين فيما ظل آخرون الذين يساورهم الشك مترددين، هذا ولا يزال الوجود الأمني المكثف متواصلا بمحيط الملحقة الإدارية والأراضي الخاضعة للتقسيم إلى حدود زوال أمس.
يشار إلى أن الأشخاص الذين قاموا بعملية تقسيم الأراضي، استغلوا مناسبة انعقاد السوق الأسبوعي بحي سيدي بوزكري حيث يقبل المواطنون بكثرة من كل أنحاء المدينة للتسوق .
وجدير بالذكر أيضا أن مجموعة من الوسطاء كانوا صباح أول أمس السبت قد حاصروا مستودع المجزئ السري المسمى بنبوشتى مطالبين إياه بمستحقاتهم، ومنعوا الشاحنات من دخول المستودع، وقد ترتب عن ذلك مواجهات عنيفة بين الوسطاء وبعض الأشخاص التابعين للمجزئ السري، وكان هذا الحدث مؤشرا لانطلاق عملية تقسيم الاراضي بأحياء الأمل والوحدة والأطلس 3 .
روشدي الثهامي