يتناول فيلم "ديكور" للمخرج المصري أحمد عبد الله السيد الذي تم عرضه مساء أمس الأربعاء بسلا قصة المخاض الصعب الذي تعيشه امرأة من أجل التخلص من القيود وتملك حرية الاختيار. ويجسد الفيلم الذي يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي لفيلم المرأة (28 شتنبر- 3 أكتوبر) احتدام الثنائيات التي تطوق مسار الكائن البشري، وخصوصا المرأة في وسط تثقل عليه تقاليد الطاعة وتقديس الماضي وتنحسر فيه مساحات الاختيار الشخصي الحر. وفيما تتمثل الثنائيات الرئيسة للفيلم في التقاطب الحاد بين الحرية والطاعة، الماضي والمستقبل، ما تريده الذات وما يريده لها الآخرون، فإن المخرج فضل وضعها في قالب شكلي خاص، حين اختار تصوير الفيلم بالأبيض والأسود. هي قصة مها (حورية فرغلي) التي طالما عشقت السينما، وكمهندسة ديكور أصبحت خبيرة في خلق العوالم الخيالية، تحت ضغط شديد في العمل ترى حياة أخرى تظهر في الأفق، وتجد نفسها متنقلة بين عالمين يمثلهما شريف (خالد أبو النجا) ومصطفى (ماجد الكدواني). يمثل الأول الزوج الحبيب الذي تمنت دائما أن يكون شريك حياتها، ويجسد الثاني حالة الزوج النمطي الذي اختارته الأسرة خارج إرادتها. تتبلور الدراما النفسية للفيلم حين يتلاعب الخيال بالواقع الى حد الانفصال التام، فيصبح متعذرا على البطلة تحديد الزوج "الواقعي" و الزوج "الحلم". في هذا العمل الذي ألفه محمد دياب وشيرين دياب، ينجح المخرج في خلق فضاء ديناميكي بلعبة ثلاثية الأطراف، تتعاقب فيها الوضعيات والحالات النفسية، لتخلق تحديا فنيا مركبا أمام النجوم الثلاثة الذين أدوا باقتدار أدوارا لم يعتادوا عليها، وخصوصا بالنسبة للممثلة حورية فرغلي، الآتية الى السينما من عالم الجمال والممثل ماجد الكدواني، المعروف بأعماله الكوميدية. يذكر أن "ديكور" يتنافس ضمن قائمة من 12 فيلما روائيا طويلا يعالج موضوع المرأة، منها تسعة أفلام من توقيع مخرجات و ثلاثة أفلام من توقيع مخرجين. وتمثل أفلام المسابقة الرسمية بلدانا من أوربا، وإفريقيا، وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وآسيا.