وصل الاعصار الضخم باتريسيا، اعنف اعصار يسجل في التاريخ، الى ساحل المحيط الهادىء في المكسيك لكنه تسبب باضرار اقل حجما مما كان متوقعا. وقامت السلطات بنقل سكان واغلقت المرافىء والمدارس كما اجلت سياحا قبل وصول هذا الاعصار المصنف من الفئة الخامسة القصوى على سلم سافير-سيمسون الى ولاية ياليسكو (غرب) بحسب مركز الاعاصير في ميامي. لكن بعد خمس ساعات على دخوله الاراضي المكسيكية اعلن الرئيس انريكي بنيا نييتو في رسالة متلفزة الى الامة "ان الاضرار اقل مما هو متوقع لاعصار بهذه القوة". لكن الرئيس المكسيكي طلب من السكان البقاء في الملاجىء مذكرا بان الاعصار ما زال يشكل خطرا. وقال "لا يمكننا بعد خفض تدابير الحيطة. اشدد على ان الجزء الاخطر للاعصار لم يصل بعد". وقد وضعت البلاد في حالة تأهب تحسبا لوصول هذا الاعصار المهول الذي يهدد بحصول فيضانات وانهيارات ارضية. وقال مدير المفوضية الوطنية للمياه روبرتو راميريز للتلفزيون انه في الساعة 18,15 (23,15 ت غ) "دخلت عين الاعصار البر في ايميليانو زاباتا" الواقعة في ولاية خاليسكو (غرب) والتي تبعد 95 كلم عن ميناء مانزانيلو الكبير. وتراجع الاعصار قليلا لكنه ما زال مصنفا من الفئة الخامسة مصحوبا برياح بسرعة 270 كلم في الساعة بعد ان سجل رياحا قياسية بسرعة 325 كلم في الساعة وهو رقم قياسي لم يسبق ان سجل في التاريخ، مما اثار التخوف من حصول اضرار هائلة اثناء دخوله البر المكسيكي. والاعصار باتريسيا هو اقوى من الاعصار هايان الذي تسبب بمقتل او فقدان 7350 شخصا في الفيليبيين في نوفمبر 2013. لكن في المساء كتب الرئيس المكسيكي في تغريدة على تويتر "نحن نواجه ظاهرة طبيعية، قوة لم تشاهد من قبل. سيكون علينا ان نواجه اوقاتا عصيبة (…) البلاد تواجه خطرا كبيرا"، مشيرا الى ان اولوية الحكومة هي "حماية ارواح المكسيكيين وانقاذها". من جهته قال وزير السياحة خوسيه كالزادا ان الامطار تهطل "بغزارة شديدة" في ولاية كوليما حيث ادى الاعصار الى "اقتلاع حوالى 350 شجرة"، ولكن من دون ان تسجل اي خسائر بشرية حتى الآن. وقال وزير النقل رويز اسبارزا ان انزلاقات تربة قطعت الطريق السريع بين كوليما ومانزانيلو. اما وزير السياحة في حكومة ولاية خاليسكو انريكي راموس فلوريس فقال ان حوالى سبعة آلاف سائح اجنبي و21 الف سائح مكسيكي كانوا يستجمون في المنتجع الساحلي قبل وصول الاعصار. وبحسب السلطات الاميركية فان عشرات الالاف من السياح الاميركيين موجودون في المكسيك في مناطق معرضة لخطر الاعصار. واعرب الرئيس الاميركي باراك اوباما عن دعمه للمكسيك في مواجهة الاعصار، مؤكدا ان خبراء في الكوارث الطبيعية من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية "يو اس ايد" موجودون "في مكان الحدث ومستعدون للمساعدة". بدوره عرض الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على المكسيك المساعدة لمواجهة الاعصار المدمر، وقال "نحن متضامنون مع المكسيك، نضع انفسنا بتصرف الحكومة والشعب المكسيكيين لتقديم المساعدة التي قد يحتاجون اليها في هذا الوقت". وفي مدينة بويرتو فالارتا السياحية اغلقت كل المتاجر في حين عمد اصحابها الى تدعيم واجهاتها وتحصينها. اما الفنادق المطلة على الواجهة البحرية للمدينة فقد تم اخلاؤها بينما نقل السياح الى ملاجئ او الى المطار ومحطات الحافلات. وبحسب السلطات فقد غادر المدينة جوا وبرا 3500 شخص. وتم تحويل مركز للصليب الاحمر في المدينة الى ملجأ لايواء اكثر من مئة شخص بينهم اميركيون وكنديون وايطاليون. وقال سائح ايطالي "لسوء حظي اتيت الى المكان الغلط في الوقت الغلط. لقد علمت من احد الحرفيين بان اعصارا سيأتي، ولكن ظننت ان الامر مزحة". ومن المتوقع ان يحمل الاعصار امطارا قد يصل منسوبها الى 51 سنتم في ولايات خاليسكو وكوليما وميتشوكان وغيريرو، الامر الذي يهدد بحصول انزلاقات في التربة. وقطعت السلطات التيار الكهربائي عن مدينتي بويرتو فالارتا ومانزانيلو تجنبا لحصول احتكاكات كهربائية. ونشرت السلطات 400 شرطي فدرالي لمساعدة السكان على التصدي للاعصار. وفي ولايات خاليسكو وكوليما وغيريرو وضعت السلطات اجهزة الطوارئ في حالة تأهب وامرت الخميس باغلاق المدارس. اما المرافئ فقد اغلقت في ولايات خاليسكو وناياريت وميتشواكان وأواكساكا وغيريرو. وفي 2013 ضربت عاصفتان في وقت متزامن تقريبا سواحل المكسيك المطلة على المحيطين الهادئ والاطلسي مما ادى الى سقوط 157 قتيلا.