لقاء جمع بين النساء والصحفيين في محاولة لرأب الصدع والتقارب بين العمل النسائي والعمل الإعلامي. وجاء هذا اللقاء بعد لوم كبير، ألقت به كثير من الجمعيات النسائية العاملة في مختلف المجالات، على ممثلي وسائل الإعلام بتطوان. وهو عتاب لطيف وناعم لا يصل حد الإنتقاد اللاذع، من خلال لقاء تشاوري نظمته رابطة نساء المغرب بتنسيق مع فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية بتطوان. تحت يافطة برنامج تعزيز الحقوق القانونية للنساء، تم تنظيم ورشة تفكير وعمل حول موضوع «آليات ومستويات التفاعل ما بين نساء ورجال الإعلام المحلي والجمعيات المهتمة بقضايا النساء»، والتي عرفت حضورا نوعيا لفعاليات جمعوية وإعلامية محلية، وعدد من طلبة سلك ماستر الإعلام والتواصل بجامعة عبد المالك السعدي، لتدارس آليات التواصل بين الجانبين، وبلوة تصور واضح بخصوص النهوض بهذه العلاقة التفاعلية، دعما لقضايا المرأة على مختلف المستويات. اللقاء الذي احتضنه أحد فنادق تطوان، كان مناسبة تناول من خلاله الحضور بالتحليل والنقاش ثلاثة محاور أساسية. وقد انصب اهتمام المحور الأول على «قضايا النساء في الإعلام المحلي، المضمون والإشكاليات المرتبطة به»، تم خلاله وضع الأصبع على مكامن الخلل في طرق تعاطي الإعلام مع الموضوع، والنقائص التي يحيل عليها، وكذا أسباب تغييب مواضيع تهم قضايا المرأة من المشهد الإعلامي في مقابل التركيز على مواضيع أخرى بنسب مرتفعة، ومدى ارتباط ذلك بطغيان التقارير الإخبارية على حساب أجناس صحفية أخرى تغيب بشكل ملحوظ. المحور الثاني من اللقاء، تناول موضوع «مستويات التفاعل ما بين نساء ورجال الإعلام المحلي والجمعيات المهتمة بقضايا النساء»، حيث تم الخلوص إلى ضعف تغطية الإعلام لقضايا النساء وإن كان هناك تفاعل نسبي مع هذا النوع من القضايا، غير أنها مرتبطة بأحداث مناسباتية، وقاد النقاش إلى لمس أهمية المضامين التي تشتغل عليها الهيآت المدنية المشتغلة على قضايا النساء، ومدى راهنية تلك القضايا، ليخلص المتدخلون إلى ضرورة أجرأة هذا التفاعل بين الجسم الإعلامي والمجتمع المدني، لمناصرة قضايا المرأة، ودعمها، باعتبارها تمثل شريحة مهمة داخل المجتمع . آخر محاور اللقاء، ركز على استنباط الخلاصات من المحورين السابقين، بعد تشخيص مستوى التفاعل وتقريب الرؤى وتحديد مكامن الخلل في هذه العلاقة، حيث سلط الضوء على «سبل وآليات النهوض بالعلاقة التفاعلية ما بين نساء ورجال الإعلام المحلي، والجمعيات المهتمة بقضايا النساء». وتم الخروج بتوصيات انصبت حول أجرأة التفاعل المذكور من خلال دعم تجارب الإعلام الجمعوي، وتطوير برنامج تقوية القدرات، وإعداد دليل ثنائي محلي يشمل معلومات التواصل بين المجتمع المدني والإعلامي، إلى جانب مقترحات أخرى بإنشاء صفحة تواصل دائم على موقع التواصل الاجتماعي الأكثر استخداما، مع التفكير في عقد دورات تكوينية تهم المواضيع المشتركة. مصطفى العباسي