بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لعيد العرش، نظمت مؤخرا بقاعة علال الفاسي بالرباط، "جمعية المستقبل لتربية وتأهيل ذوي الإحتياجات الخاصة"، ملحمة التراث الشعبي المغربي، التي شملت فن الملحون والعيطة وعيساوة واكناوة والأغنية الغيوانية والأغنية الأمازيغية، بمشاركة شرفية لمجموعة "سانتوكا" الإسبانية، والتي أضفت على هاته الملحمة لمسات فنية باهرة نالت إعجاب الجمهور الذي تفاعل معها وصفق لها بحرارة.
كما عرف هذا اللقاء الفني تكريم مجموعة من أعلام الفن المغربي الذين أعطوا الكثير للفن الشعبي من خلال حضورهم وعطاءاتهم المتميزة، ويتعلق الأمر بكل من الفنان ورائد الأغنية الأمازيغية عبد الواحد حجاوي، ورائد العيطة الفنان الموهوب ذو الصوت المتميز "حجيب فرحان"، ورائد الفن العيساوي محمد ولد العريف، وفي اللون الكناوي تم تكريم الفنان المقتدر عبد القادر أمليل. وتخللت هذا الحفل البهيج لوحات فنية رائعة أداها مجموعة من الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة حيث برهنوا على قدراتهم الفنية التي نالت إعجاب الحضور وأظهرت مدى قدرتهم على التعبير عن مواهبهم التي تم صقلها من طرف مجموعة من الفنانين وعلى رأسهم "الأستاذ نسيم حداد"، و أطر الجمعية المشرفة عليهم، وما ميز هذا اليوم الفني أيضا هو "كشكول" الأغاني الذي شمل كل من فن الملحون والعيطة وعيساوة واكناوة والأغنية الغيوانية والأغنية الأمازيغية، والذي كان من أداء الفنان الكبير الشاب "نسيم حداد" ذو الحنجرة الذهبية والأداء المتميز، والذي أبان عن قدرته الفائقة في أداء كل الأنماط الفنية. وفي تصريح حول ارتساماته بمناسبة تكريمه بصفته أحد أعلام الأغنية الأمازيغية، أفاد الفنان عبدالواحد حجاوي "أنه جد سعيد بهذه الإلتفاتة الطيبة التي أتت من – جمعية المستقبل لتربية وتأهيل ذوي الإحتياجات الخاصة – كما أشار أنه حضر عدة دورات تأطيرية فنية في مقر الجمعية، استفاد منها رائدات ورواد الجمعية، وكانت من تنشيط الأستاذ نسيم حداد، الذي هو بدوره له تجارب راكمها من خلال عمله مع مجموعة من رواد الفن'. وفيما يخص البحث في التراث الأمازيغي الذي يشتغل عليه هذا الفنان الحامل لهم الأغنية الأمازيغية منذ سنة 1977، أي منذ بداياته كفنان أمازيغي، أفاد "أنه اضطلع وبحث في مناهج فن الملحون ومناهج الأغنية العربية ومناهج وبحوث لأساتذة كبار، كالأستاذ عبد النبي الجيراري ومحمد الفاسي والأستاذ بوحميد في فن العيطة وآخرون ممن اشتغلوا على فن الملحون والفنون الشعبية بصفة عامة، وحاول أن يطبق نفس المنهجية التي انتهجها هؤلاء الباحثون في طريقة اشتغاله كباحث في التراث الأمازيغي". بدوره عبر الفنان حجيب فرحان في تصريح ل"الأحداث المغربية" عن ارتساماته فيما يتعلق بالتكريم الذي خصص له، إلى جانب مجموعة من الفنانين الآخرين، قائلا "ان التكريم كيفما كان نوعه أوشكله فهو يبقى تشريفا سواء كان صادرا من طرف جمعيات أو من الجمهور أو تكريما خاصا أو عاما فهو يبقى اعترافا للفنان ويعرف به أكثر، ويتم من خلاله تجديد طاقاته الفنية، و تكريم اليوم كان لقاءا بين أربع ثقافات مختلفة، فهذا في حد ذاته يعني أن هناك تلاحما بين مختلف الألوان الفنية المغربية وما بين التراث المغربي بشكل عام وما بين الفنانين كل حسب تخصصه". وشكر حجيب كل من يفكر في الفنان سواء من خلال تكريمه أو حتى إن سأل عن أحواله أو بتشجيعه، وقال أنه لا يمكن للفنان الإستمرار في العطاء إلا بتحفيز من هذه الأيادي البيضاء التي تدفع بالفن إلى الأمام. وحول مستقبل الأغنية الشعبية والأغنية المغربية، أشار أن لها مكانتها لدى الجمهور المغربي، والدليل على ذلك مشاركتها، ومدى الإقبال الذي عرفته من خلال مهرجان موازين، وأشار في الأخير، الى أن كل رواد الأغنية الشعبية أو العصرية متعاونون للدفع بسفينة الأغنية المغربية إلى التألق.