قُتل الناشط المحافظ الأمريكي تشارلي كيرك، البالغ من العمر 31 عاما، الأربعاء بعد تعرضه لإطلاق نار خلال فعالية في جامعة وادي يوتا بمدينة أوريم. وأعلنت الشرطة أن المهاجم ما زال فارا، فيما أكد عمدة المدينة أن الشخص الذي أوقفته قوات الأمن في البداية لم يكن هو مطلق النار. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفاة كيرك عبر منصته تروث سوشيال، وكتب: "لقد مات تشارلي كيرك العظيم، بل والأسطوري أيضا. لم يفهم أحد أو يمتلك قلب الشباب في الولاياتالمتحدة أفضل منه". وأمر ترامب بتنكيس الأعلام في أنحاء الولاياتالمتحدة حدادا على صديقه الذي وصفه ب"الوطني العظيم". وأضاف في تصريح لصحيفة نيويورك بوست: "لقد كان صديقا مقربا جدا لي، وكان إنسانا رائعا بحق". وأظهرت مقاطع فيديو تم التحقق منها أن كيرك كان يتحدث إلى الحضور في باحة مركز سورنسن بالجامعة، ضمن جولته المعروفة باسم العودة الأمريكية، عندما دوى صوت رصاصة أصابته في رقبته، ليسقط مضرجا بالدماء وسط ذهول مئات الطلاب. وسمع في التسجيلات صراخ الحاضرين وهم يهرعون لمغادرة المكان. وقد وقع إطلاق النار بينما كان كيرك يشارك في مناظرة مفتوحة يديرها مع منظمته تيرنينغ بوينت يو أس آي. آخر ما قاله قبل إصابته كان ردا على أحد الطلاب الذي سأله عن مرتكبي عمليات إطلاق النار في البلاد خلال العقد الأخير، فأجاب: "كُثر"، قبل أن يُطلق النار عليه. الجامعة كانت قد واجهت ضغوطا لإلغاء الحدث، إذ جمعت عريضة إلكترونية نحو ألف توقيع تطالب بمنع ظهوره، لكن إدارتها أكدت أن استضافته تندرج ضمن "حرية التعبير والالتزام بالحوار البناء". وأثار الهجوم موجة واسعة من ردود الفعل السياسية في واشنطن وعبر الولاياتالأمريكية. فقد ندد مسؤولون جمهوريون وديمقراطيون بما وصفوه "اعتداء على الديمقراطية" ودعوا إلى مواجهة تصاعد العنف السياسي. وغردت نائبة الرئيس السابق كامالا هاريس قائلة إن ما جرى "مأساة وطنية"، فيما دعا حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم إلى "رص الصفوف ضد الكراهية". يعد كيرك من أبرز وجوه اليمين المحافظ في عهد ترامب. أسس عام 2012 منظمة تيرنينغ بوينت يو أس آي التي استهدفت الجامعات لجذب الطلاب نحو التيار الجمهوري، وتحولت سريعًا إلى منصة سياسية مؤثرة داخل الحزب. لعبت منظمته دورًا محوريًا في حملات ترامب الانتخابية عامي 2016 و2024، خاصة في ولاية أريزونا، حيث ساهمت في حشد الناخبين الشباب. عُرف كيرك بخطابه الشعبوي والديني الحاد. ففي إحدى الفعاليات بجورجيا العام الماضي، هاجم الديمقراطيين معتبرًا أنهم "يمثلون كل ما يكرهه الله"، وقاد الحضور في هتاف جماعي "المسيح هو الملك". ظل حاضرًا بقوة في الجامعات والمؤتمرات، ودافع في مناظرات علنية عن مواقفه التي تشمل معارضة الإجهاض ورفض فكرة فصل الدين عن الدولة. الحادث يأتي في سياق سلسلة من الهجمات التي استهدفت شخصيات سياسية في الولاياتالمتحدة خلال الأشهر الماضية، من بينها اغتيال مشرعة ديمقراطية وزوجها في مينيسوتا في يونيو، والهجوم المسلح على ترامب نفسه خلال تجمع انتخابي العام الماضي.