رغم دعوات "التحريم" و"منع الاحتفال" التي تطلقها، بين الفينة والأخرى، الأصوات النشار المتطرفة، التي لا ترى في كل مناسبة فرح إلا تقليدا للآخر الكافر، خرج العديد من المواطنين طيلة اليوم الأحد قاصدين صناع الحلوى من المحلات التي تبدع في مثل هذه الأيام في تهييئ ما يطلبه زبائنها من منتوجات، يعشقها الصغار فلا يتوانى الكبار في توفيرها... فعلى غير العادة في سائر أيام السنة غصت المخابز المختصة في صناعة وبيع الحلويات بزبائن ليسوا من مقتني حلويات عيد الميلاد خلال سائر الأيام.. فقط هي الرغبة في الاحتفال التي قادتهم خلال الساعات الأخيرة من السنة الميلادية الحالية للبحث عن داعٍ لِلَّمَةِ أسرية يسودها الفرح وتعمها الغبطة، عندما لجؤوا إلى أقرب محل لبيع الحلويات، طمعا في إيجاد حلوى "لاكريم" بثمن مناسب، حيث تأبى عديد من الأسر المغربية إلا أن تَهْوِي عليها بسكاكينها تقطيعا مع اقتراب عقارب الساعة من منتصف ليلة اليوم الأحد، مع توزيع التهاني وانتطار أفضل الأمنيات في العام الجديد. الحلوى للجميع.. طابور طويل في بعض المخابز، واكتظاظ لا يخضع لتنظيم في أخرى.. هذه حالة المخابز التي تختص في صنع الحلويات طيلة اليوم الأحد، الذي سيكون خاتمة السنة الميلادية 2017. لا يقتصر هذا الحال على حي دون آخر، ولا يختص به محل في حي راق دون غيره من المحلات التي تنتشر في الأحياء الشعبية بمدينة الدارالبيضاء، ولكن إقبالا كثيفا عّم كثيرا من المخابز البيضاوية، كما عاينت ذلك جريدة «أحداث أنفو» خلال جولتها بعدد من الأحياء المنتمية لمدينة حُق لها أن توصف بعاصمة المغرب الاقتصادية. فمنذ الساعات الأولى توافد على مخابز أحياء من قبيل: سيدي البرنوصي، الحي المحمدي، اسباتة، برزنازيل، درب السلطان وسيدي معروف، وصولا إلى الحي الحسني العشرات من زبائن هذه العينة من المحلات طمعا في إيجاد الطلب الذي يقبلون عليه خلال كل احتفال ب "البوناني". وحسب ما صرح به «عبد الكريم» وهو رب أسرة من أربعة أبناء فإنه «مع توديع للعام الميلادي، أحرص على مشاركة أبنائي الفرحة، ملبيا طلبهم باقتناء حلوى لاكريم»... وعن سؤال حول شروط بحثه عن هذه الحلوى قال «يكون غير ثمنها مناسب، وما تكونش غالية بزاف.. والله يسهل الأمور». فخلال كل مناسبة للبوناني يجد عبد الكريم ضالته - كما يقول - في "الباتيسري"، "اللي حدايا"... فعبد الكريم، على غرار غيره من سكان الأحياء الشعبية المذكورة، «لا يبتعد كثيرا عند رغبته في شراء حلوى البوناني»، لأن «مخبرة الحي تفي بالغرض». رواج استثنائي.. وإذا كان العديد من المواطنين المغاربة يجدون في الحلوى وسيلة للفرح وتخليدا للاحتفال بتوديع سنة ميلادية استهلكت أيامها، فإن أرباب المخابز التي تختص في صنع الحلويات وترويجها تجد في "البوناني" مناسبة لرواج استثنائي يضاعف المداخيل. ورغم أن أغلب من سألتهم جريدة «أحداث أنفو» من أصحاب المخابز أو مسيريها يعترفون أن "البوناني" يرفع دخل محلاتهم ويضاعفها أحيانا، عن سائر أيام السنة، وخلال باقي الاحتفالات. فإن الجميع لا يقبلون التصريح إعلاميا بحجم الرواج الذي تخلفه حلوى "البوناني" في خزائنهم، مكتفين بترديد لازمة "الله يجعل البركة"..