في سلوك غير مفهوم ، رفض عبد العزيز الرباح وزير التجهيز خلال لقاء تواصلي عقده فرع حزب المصباح بجماعة عين عودة إعطاء اي تصريح لموقع " أخبارنا المغربية " حول مجموعة من التساؤلات التي تحملنا للسيد الوزير كي يجيب عنها من منطلق دورنا و مهمتنا في تنوير الرأي العام ، غير ان السيد الوزير رفض اعطاء اي تصريح معللا جوابه قائلا : " ملي وليت وزير خديت عهد على راسي منعطيش شي تصريح للصحافة الالكترونية حيت كيقطعو الكلام و كيدوزو غير لي بغاو ..." ما يعني ان السيد الوزير لا يعترف بالصحافة الالكترونية كمكون أساسي و فعال في المجتمع شأنه في ذلك شأن الصحافة الورقية او المسموعة او المكتوبة ، بل إن عذر السيد الوزير أقبح من عدم إجابته، لان قوله : " كيقطو الكلام و كيدوزو غير لي بغاو " يعني ان الصحافة الالكترونية غير مهنية ، و تغير الحقائق و التصريحات ، و هذا كلام غير مقبول من مسؤول كبير في الدولة من قبيل وزير التجهيز ، بل إن حزب العدالة و التنمية ككل و خاصة قيادة الحزب تعودنا منهم الانفتاح و المرونة في التعامل مع الصحافة ، الشيء الذي تنكر له الرباح جملة و تفصيلا ، و غلب منطق الانتقائية في التعامل مع المنابر الاعلامية . السيد الوزير و عوض تحمل مسؤوليته في الاجابة على تساؤلات المواطنين التي حاولنا نقلها اليه تفعيلا لدستورية الحق في الوصول للمعلومة، اكتفى بالقول : " اتصل بمصطفى بابا و خلي ليه الاسئلة ...في اشارة لمدير ديوانه " ما يعني أننا سنصبح أمام نوع آخر من التعامل يفرض علينا أن نتوجه بأسئلة الشارع لأشخاص غير معنيين بالاجابة ، فأين السيد الوزير من فلسفة الحوار التي نادى بها حزبه ؟ و هل بهذه الطريقة يصح لمسؤول بقيمة وزير التجهيز أن يتعامل مع الصحافة ؟ و إذا كانت الصحافة الالكترونية غير معترف بها من طرف وزير ينتمي للحزب الحاكم فلما لا يسن قانون يجرم التعامل معها أو الاعتراف بها ؟ أعتقد أننا نعيش في عهد أصبحت فيه الامور واضحة و لا مجال فيه للمراوغة أو التهرب من المسؤولية ، ما سلوك السيد الوزير هذا إلا تكريس لسياسة التعتيم و الضبابية و الهروب من الواقع ، لأن الصحافة الالكترونية مكون أساسي في الجسم الصحفي و مكون أثبت أحقيته و مصداقيته و مهنيته في نقل الحقائق و تنوير الرأي العام .