ما يزال استئناف السعودية علاقتها مع إيران بوساطة صينية، بعد سنوات من انقطاعها، (ما يزال) يحظى بمزيد من التفاعل والتحليل، طارحا إمكانية تغلغل طهران في شمال إفريقيا والشرق الأوسط وتوغلها في مفاصل القارة السمراء. وليست الرباط في غنى عن هذا النقاش السياسي، لاسيما وأن المغرب وإيران علاقتهما مقطوعة منذ أعوام، بسبب دعم الأخيرة الواضح لجبهة البوليساريو الانفصالية بإيعاز من الجزائر. محمد عصام لعروسي، أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، يرى أن "المغرب ليس ملزما بتتبع توجه السعودية والاصطفاف إلى جانبها في علاقتها مع إيران". واستدل لعروسي، وفق تصريح له خص به موقع "أخبارنا"، على هذا الطرح بكون "الرباط جغرافيا وجيو-سياسيا بعيدة كل البعد عن طهران"، لافتا إلى أن "الدبلوماسية المغربية تتصرف من منطلق عقلاني ومصالح أساسية". أستاذ العلاقات الدولية اشترط، لاستئناف الرباط علاقتها مع طهران، "توافر شروط سياسية معينة، ضمنها موقفها الواضح من مغربية الصحراء، ومقترح الحكم الذاتي الذي يتبناه المغرب منذ سنة 2007 لحل النزاع المفتعل حول قضية المغاربة الأولى. وبما أن طهران تواصل دعمها لجبهة البوليساريو الوهمية بشكل علني، يشرح الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، ف"يبدو أن استئناف العلاقات مع الرباط بعيد المنال والتحقق في المدين القريب والمتوسط". كما كشف لعروسي أن ل"المغرب حسابات خاصة لتغيير موقفه من بلد ما، ويرى إلى الدول بعين المصلحة الوطنية والجوهرية للمملكة، بغض النظر عن طبيعة الاصطفافات والتحالفات الدولية". أستاذ العلاقات الدولية فسّر التقارب المغربي-الإسرائيلي- الأمريكي بكونه "يخدم المصلحة الوطنية للمملكة في منطقة متوترة؛ شمال إفريقيا ومنطقة الساحل بالخصوص". أما التقارب الإيراني-السعودي بوساطة صينية، يخلص الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، فيعزى بالأساس إلى "حاجة الرياض إلى روسيا وشركاء جدد، فضلا عن معطى التخلي الأمريكي عن المنطقة، ما دفع السعودية إلى الارتماء في أحضان المحور الإيراني".
