أكد المشاركون في مائدة مستديرة٬ اليوم الخميس بمدينة سان بترسبورغ الروسية٬ أن الاصلاحات السياسية والمؤسساتية التي قام بها المغرب في السنين الأخيرة توجت باعتماد دستور جديد مكن البلاد من الانخراط في مسيرة الديمقراطية ومواجهة التحديات التي برزت في الفترة الاخيرة على الساحتين الدولية والاقليمية. وأضافوا خلال هذا اللقاء٬ المنظم من قبل "دار المغربية" بمدينة سان بترسبورغ ٬بدعم من سفارة المملكة المغربية بموسكو واحتضنت أشغاله جامعة سان بترسبورغ٬ حول موضوع "الاصلاحات السياسية والاقتصادية بالمغرب"٬ أن دعائم الاصلاح بالمغرب ارتكزت على خصوصيات مؤسساتية وحضارية وقانونية تتمثل في عراقة النظام الملكي حامي الوحدة الوطنية وسيادة المغرب وتجدر المملكة المغربية في الحضارة الانسانية وتمسكها بأصالتها وهويتها الوطنية. وفي هذا السياق٬ أكد سفير صاحب الجلالة بموسكو السيد عبد القادر الأشهب خلال هذا اللقاء ٬الذي شارك فيه أعضاء الجالية والطلبة المغاربة المقيمين بسان بترسبورغ وعميد وأساتذة وطلبة الجامعة بهذه المدينة٬ أن المغرب انخرط في الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية قبل بروز الحراك الاجتماعي الذي شهدته بعض الدول العربية متمثلا في هيئة الانصاف والمصالحة والتنمية البشرية والمرأة وسياسة القرب وحقوق الانسان والبنيات التحتية ٬مبرزا في هذا الاطار أن الدستو الجديد الذي صوت عليه المغاربة بالاجماع اعتمد اللغة الامازيغية كلغة رسمية. وبخصوص العلاقات المغربية الروسية٬ قال الدبلوماسي المغربي أن هذه العلاقات تميزت على الدوام بطابعها الودي وبروح التشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك ٬موضحا في هذا الاطار أن العلاقات بين البلدين شهدت خلال الفترة الاخيرة نموا وتطورا ٬حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين ليصل الى مليارين و300 مليون دولار٬حيث المغرب يعد بالنسبة لروسيا الشريك التجاري الأول بافريقيا والعالم العربي. واشاد السيد الأشهب بالمستوى المتميز الذي وصلت اليه العلاقات بين البلدين والذي شمل مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية ٬مبرزا أن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي تم التوقيع عليها خلال الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس الى موسكو والرئيس فلاديمير بوتين سنة 2002 ٬ تشكل خارطة الطريق للعلاقات المتميزة التي تجمع البلدين. وفي ما يخص القضية الوطنية الأولى أكد السيد الاشهب? أن المغرب قدم مقترحا حول الحكم الذاتي الذي قوبل بارتياح من هيئة الاممالمتحدة ومجلس الأمن لأنه جدي وذا مصداقية٬ موضحا في الوقت ذاته أن المهم بالنسبة للمغرب أن يتم حل هذا المشكل بصفة نهائية لاعطاء الفرصة لمنطقة المغرب العربي للتطور و التنمية الشاملة٬ وأن المغرب يظل دائما على استعداد للتعاون مع الامين العام لهيئة الاممالمتحدة لايجاد حل سياسي نهائي لهذه القضية. ومن جانبه استعرض وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة السيد نبيل بن عبد الله الذي يقوم حاليا بزيارة الى روسيا التجربة المغربية في ما يخص التعامل مع الحراك الاجتماعي٬ مبرزا أن المغرب شرع في مسلسل الاصلاحات منذ زمن بعيد تحث قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ٬وانه استطاع ان يتعامل بذكاء مع هذه المستجدات وأن يعيش اليوم في ظل تجربة متفردة في العالم العربي ٬وهي تجربة تستحق ان ينظر اليها ويعتز بها لما يمكن ان تشكله بالنسبة للمستقبل وبالنسبة لباقي الدول العربية. وأضاف السيد بن عبد الله ان العلاقات المغربية الروسية عرفت قفزة نوعية خلال السنوات الأخيرة في ما يخص الجانب الأقتصادي والتجاري والمالي حيث شهدت على هذا المستوى٬ تطورا مهما خلال هذه الفترة٬ مبرزا أن روسيا الاتحادية تعتبر اليوم شريكا استراتيجيا بالنسبة للمغرب الذي يسعى إلى أن تشمل هذه الشراكة الإستراتيجية كافة المجالات". وبالنسبة للقضية الوطنية قال الوزير أن المغرب يحق له أن يدافع على حوزته الترابية وأنه الدولة المغاربية التي تنعم بالاستقرار وشيدت ديمقراطية متقدمة٬ وان المغرب قوي باجماعه الوطني وايمانه باحقية موقفه العادل كما تأكد ذلك للجميع من خلال تقديمه لمقترح التفاوض حول الحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية. وناقش المشاركون مغاربة وروس خلال هذا اللقاء٬ الذي عرف حضورا متميزا للطلبة المغاربة و الروس٬ العديد من المواضيع همت "المغرب في السياسة والعلوم في روسيا في القرن التاسع عشر بداية القرن العشرين " و "العلاقات الدولية للمستشرقين-المستعربين بسان بترسبورغ " و"العلاقات الروسية المغربية في المرحلة الراهنة "و"تأثير الإيديولوجية المغربية على شمال أفريقيا٬ في العصر الوسيط" و"تاريخ المجموعات الوطنية المغربية في سان بترسبروغ".