يأتيني صوت القيصر كاظم الساهر وهو يترجى حبيبته أن تبوح له بحبها ،ثم يشهد أنها امرأتها الوحيدة التي أتقنت اللعبة ،يقصد لعبة الحب و كأنه يدعونا لنتنهد معه الحب على إيقاع قصائد نزار..يريدنا أن نرسم لوحاتنا بلون وردي زهري..ندندن معه كلماته للحظات قبل أن يأتينا صوت المدفع ليصيبنا بالصمم ،وتدمع أبصارنا في لحظة تتلون فيها الأسوار بلون أحمر داكن!! تتحول كربلاء إلى أرض خلاء ،وتدعونا البصرة للأسف والحسرة ،وتصير بغداد،أرض حضارة الأجداد،موطنا للاستبداد ومرتعا لعاشقي الرقص على إيقاع الموت..بين سيارة مفخخة وحزام ناسف ،وقنابل مزروعة هنا وهناك ...يندثر معنى الحياة في انتظار جماعي لفعل الموت. تتهاوى الحضارة البابلية بأسطورة أسلحة الدمار الشامل و بنوبل للسلام يتسلمها البرادعي بيد يسرى تلونت بالأحمر لحظة عربدة الابن بوش متمردا على والده ،مقسما على أعزلة الشعب الرافدي..لم يقل لنا أنه سيجعله غريبا عاريا بأبي غريب ! تصرخ سمراء لحظة تلطيخ جدرانها بكتابات لن تسر من يرى وكأنها عاشت زمن التشرميل قبل أوانه. أستجديك أيتها الأم الكويتية ، أيها الأب الإيراني،اغفرا زلة سيد استكبر في الأرض فانتهى أضحية عيد على إيقاع بيت المتنبي: لا تأسفن على غدر الزمن µ لطالما رقصت على جثث الأسد كلاب صدم فصار يحسب نفسه أسدا في لحظة الختام ،لحظة شنق الكبش بأمر من الدوغ(الكلب)! عيدكم سعيد أيها الكويتيون و أيها الإيرانيون..إنها لحظة غفران لرفع اللعنة ن أرض دنسها القصي والعدي ببزة حريرية وحمام من سبائك الذهب والياقوت.. تتأرجح الأيام ويحمل ذاك الجندي الأمريكي أمتعته بأمر من أمير أسود وصل إلى بيت أبيض فاستيقظ نوبل وتوجه سلاما..غادر الجندي بعدما جف دجلة والفرات بصرخة اغتصاب من أم نكح ابنها على إيقاع طلقات الكلاشينكوف تحت الرعاية السامية لأسياد تزينوا بالكوفية وصفر فوق الرؤوس ، وصرخوا بلسان غير لسانهم :" العراق حبيبتنا ولن نسمح لأحد بأن يغتصبها" ألا إنهم مخصيين!! ألا إنهم مقصيين!! يجيدون فقط لعبة الجنس وفوق أسرة حمراء حريرية بغرف مكيفة ومضاءة، تخيفهم الظلمة! يلتحمون على إيقاع نغمات"قولي أحبك" وتتأوه تلك العربية الصغيرة فيأتيني صوت المسرحي المغربي الطيب الصد يقي :"الأقارب عقارب" يقاطعه صوت قادم من الغرب محتجا:" الجنس هو كاتب التاريخ"..الغرب يخطئ حتى سياق الأحاديث!! أتيه بين صوت المغربي و احتجاج الغربي ،فتتكلم داعش وتهدم الأنبار معلنة إياها دولة إسلامية..انكحوا نكاح جهاد ! الأم الإيرانية غفرت ولم يغفر النظام ،رائحة النظام الفارسي تجتاحني عند رفرفة تلك الراية السوداء الموشومة بالشهادتين ،وتقول تلك المذيعة المتبرجة بكتفين عاريين على قناة الإفرنج:"مصلحة إيران فيما يحدث بالأنبار جلية" فينجلي شكي ويحضر اليقين، فيجتاحني شكي ثانية وأنا أفكر بالكويت وجيرانها! أهي اللعنة أصابت بلاد ما بين النهرين؟؟لعنة التاريخ أم الجغرافيا؟ يحضرني الجواب لاستفهاماتي من قاعة التاريخ فيحاكيني عن سقوط الحضارة البابلية على يد ملك الفرس- كورش الثاني- !وهذا روحاني الأول يقسم أن يكون بارا بجد أجداده !! ينجلي غبائي وأستبصر ذاك العازف لنغمة الموت على كمان الموت ليرقص الشعب الرافدي رقصة الموت..