قتل 12 شخصا على الأقل وأصيب نحو 200 آخرون بجروح من أنصار التيار الصدري الإثنين في المنطقة الخضراء، وسط أجواء من الفوضى، عقب إعلان زعيم هذا التيار مقتدى الصدر استقالته من الحياة السياسية. وأصدرت القيادة العسكرية العراقية قرارا بفرض حظر تجول في عموم البلاد، بينما دعت بعثة الأممالمتحدة في العراق إلى ضبط النفس. ومنذ انتخابات أكتوبر2021 التشريعية، لاتزال البلاد تتخبط وسط أزمة سياسية خانقة، بعد فشل المفاوضات بين الأحزاب الرئيسية في التوافق خصوصا على تسمية مرشح لرئاسة الحكومة. وقال مصدر أمني لوكالة الأنباء الفرنسية إن قوات الأمن تدخلت، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين عند مداخل المنطقة الخضراء، فيما اجتاح أنصار الصدر غرف المكاتب وجلسوا على الأرائك أو قفزوا في المسبح أو راحوا يلتقطون صور "سيلفي". ولم يغير في الوضع شيئًا فرض الجيش حظر التجول في بغداد اعتبارًا من الثالثة والنصف بعد الظهر ومن ثم في جميع أنحاء العراق في السابعة مساءً وتسيير دوريات للشرطة في العاصمة، فقد عمت الفوضى المنطقة الخضراء المحصنة. وأفاد مراسلو وكالة الأنباء الفرنسية عن إطلاق نار بالذخيرة الحية عند مداخل المنطقة الخاضعة لحراسة مشددة، وتحدث شهود عن تبادل لإطلاق النار بين أنصار التيار الصدري وخصومهم في "الإطار التنسيقي" الذي يعد مواليا لإيران. وقالت مصادر طبية إن اثنين من أنصار مقتدى الصدر قتلا وأصيب 22 آخرون. ودعت بعثة الأممالمتحدة في العراق، ومقرها داخل المنطقة الخضراء، المتظاهرين إلى مغادرة المنطقة، وحثت جميع الأطراف على الالتزام "بأقصى درجات ضبط النفس". وانتقلت الاضطرابات إلى مناطق أخرى، ففي محافظة ذي قار في جنوبالعراق، سيطر أنصار الصدر على كامل مبنى ديوان المحافظة الواقع في مدينة الناصرية. وأفاد مراسل لوكالة الأنباء الفرنسية وشهود أن أنصار الصدر رفعوا لافتة كبيرة على البوابة الرئيسية للمبنى كتب عليها "مغلق من قبل ثوار عاشوراء"، كما اقتحم آخرون مقار حكومية. وقال عضو مجلس شركة نفط ذي قار ثائر الاسماعيلي لوكالة الأنباء الفرنسية، إن المتظاهرين الصدريين، "قاموا بغلق منشآت نفطية في المحافظة ووضعوا لافتات على البوابات كتب عليها: مغلق بأمر ثوار عاشوراء". وفي محافظة بابل جنوببغداد، أكد شهود أن متظاهرين من أنصار التيار الصدري سيطروا على مبنى المحافظة في مدينة الحلة. وقطع آخرون الطرق الرئيسية التي تربط مدينة الحلة، مركز المحافظة، بالعاصمة بغداد وباقي المحافظاتالجنوبية. وبعد اجتياح القصر الحكومي، علق رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اجتماعات مجلس الوزراء "حتى إشعار آخر"، ودعا إلى اجتماع أمني طارئ في مقر القيادة العسكرية، بعد أن دعا مقتدى الصدر إلى "التدخل بتوجيه المتظاهرين للانسحاب من المؤسسات الحكومية". أنصار التيار الصدري يقتحمون القصر الجمهوري قام أنصار التيار الصدري الإثنين باقتحام القصر الرئاسي، فيما أعلنت السلطات في وقت سابق فرض حظر التجول بدءا من منتصف النهار ونصف بتوقيت غرينيتش، قبل أن يعمم الحظر على جميع أنحاء البلاد. وجاءت هذه التطوارات الجديدة عقب إعلان الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر الإثنين اعتزاله النهائي للحياة السياسية وإغلاق المؤسسات التابعة له، فيما العراق غارق في أزمة سياسية خانقة.