قدّم رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، في افتتاح الدورة الثانية لمنتدى أعمال منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية في مراكش، قراءة معمّقة لآفاق هذا المشروع الاقتصادي الضخم، وأكد أن المنطقة مرشحة لتكون أكبر فضاء للتبادل الحر في العالم بفضل العدد الكبير من الدول المنخرطة فيها، وباعتبار أنها تتجه إلى إلغاء الرسوم الجمركية على 97% من الخطوط التعريفية على المدى الطويل. وعلى ضوء معطيات البنك الدولي ودراسات قطاعية حديثة، سجل أخنوش أن الاندماج الكامل داخل القارة بحلول عام 2035 مرشح لرفع الدخل الحقيقي لإفريقيا بما لا يقل عن 7%، أي ما يعادل نحو 450 مليار دولار إضافية، وهو ما يشكل تحولاً غير مسبوق في المسار الاقتصادي للقارة. وأشار رئيس الحكومة إلى أن هذا الاندماج سيُعيد تشكيل دينامية المبادلات التجارية، إذ من المتوقع أن ترتفع الصادرات داخل القارة بأكثر من 80%، وأن تتوسع سلاسل القيمة الإقليمية، بما يفتح الباب أمام خلق عشرات الملايين من فرص الشغل وتحفيز الاستثمارات المشتركة. وأفاد أخنوش بأن تحقيق هذه المكاسب رهين بالالتزام الفعلي بجداول تحرير المبادلات، وبإرساء آليات واضحة لمعالجة الحواجز غير الجمركية التي ما تزال تقيد الحركة التجارية، مسجلاً أن الإجراءات غير الشفافة، وكثرة المراقبات التقنية، والطلب المتكرر على الوثائق، تمثل عوائق ينبغي رفعها بشكل عاجل. وأبرز رئيس الحكومة أن إفريقيا تقف اليوم أمام فرصة تاريخية، وأن "الوقت حان لكي تستفيد من ثرواتها" عبر تعزيز الاندماج وتحويل الإمكانات النظرية إلى مكتسبات ملموسة لشعوبها.