م.جليل / قلعة مكونة تحت شعار :« تافسوت أنازور، من أجل حركة فنية تشتغل على التراث وتنفتح على المستقبل »، نظمت جمعية أنازور للإبداع أيامها الربيعية أخيرا، بفضاء دار الثقافة بقلعة مكونة، وعملت الجمعية على بلوغ و تحقيق الهدف الذي نظم من أجله هذا النشاط ويتمثل في تشجيع الطاقات الشابة و المواهب الصاعدة بمنطقة الجنوب الشرقي. ونظمت في اليوم الأول ورشتان، الأولى كانت خاصة بالفنانين نوقشت فيها أهم المشاكل والعراقيل التي تصادفهم في مسيرتهم الفنية، والثانية كانت خاصة بالجمعيات والفاعلين الجمعويين بالمنطقة، تناولت واقع العمل الجمعوي بقلعة مكونة، وحصيلة عمل الجمعيات الثقافية وكذا التنموية بالمدينة، وتميزت الورشتان بالتفاعل والتجاوب الحاصل بين المشاركين الذين أكدوا تثمينهم لمثل هذه المبادرات. وأحيت الجمعية في اليوم الثاني أمسية فنية احتفاء بالمواهب الصاعدة، أشركت فيها جل أشكال الإبداع الفني والأدبي والتنشيط والتقديم، مبرزة بذلك تعدد أشكال الإبداع والتعبير المتوفرة بالمنطقة، وقامت القاصة لطيفة العمراني بقراءة قصة قصيرة بعنوان « كابوس» و هي القصة الحائزة لجائزة محمد زفزاف للقصة القصيرة، والتي تجاوب معها الحضور باهتمام بالغ نظرا لسلامة أسلوبها الأدبي والقصصي. و بعد هذه الفقرة مباشرة قدم « عماد صدوق» قطعة موسيقية، أثارت إعجاب جل الحاضرين بعزفه المتقن على آلة القيثارة، مؤديا أغنية « أتبير أملال» التي يعكس أسلوبها بشكل جلي مدى تعلق ساكنة المدينة بالفن و الموسيقى بالأخص كشكل تعبيري منذ الصغر. وللتأكيد على اختلاف الأشكال التعبيرية و تعددها بالمنطقة تم إدراج فقرة فكاهية بعنوان »الأب البخيل»، التي عالجت مشكل الفقر وتدني مستوى المعيشة كتيمة بارزة ومشكل اجتماعي يعانيه معظم ساكنة المنطقة. كما تضمنت الأمسية فن الراب كفن وموسيقى جديدين بالمدينة عبر تطويع هذا الجنس الموسيقي ليناسب اللغة الامازيغية و ليتناسب مع خصوصيات المدينة. وتشجيعا للشعراء الناشئين بالمدينة، تم إدراج فقرة للشاعرة الصاعدة « فاطمة أيت الحاج» التي ألقت قصيدة بعنوان « نزيف الماضي» ، والشاعر الصاعد « مصطفى العمراني» الذي ألقى قصيدة امازيغية بعنوان « التلفزيون أمروكي» لتعود الأمسية إلى مجال الفكاهة مع الثنائي « يونس و إدريس» . كما قامت الجمعية كذلك خلال الأمسية بتكريم شخصيتين بارزتين في مجتمع قلعة مكونة، بأعمالهما الجليلة لخدمة المجتمع والفن بالمدينة، وهما « امحمد أبو موسى» وهو رجل تعليم متقاعد اعترف له بالعمل الدؤوب و التفاني خلال مزاولته لمهنته، و» لحسن أولوالي» وهو شاعر أمازيغي عرف بولعه بالشعر الأمازيغي و بفن أحيدوس و بإبداعه المتميز في مجال الشعر الامازيغي. وتم تقديم تذكارين رمزيين للمكرمين. وقام الفنان ضيف شرف هذه الأيام الثقافية « لحسن بوزيد « من ورزازات بأداء أغنية على آلة « البانجو» بعنوان « إغ نساول ... نزايد آر نساوال».