***عبد الله البقالي // يكتب: حديث اليوم*** يكاد يكون بلاغ السيد الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالحسيمة المتعلق بوفاة الفقيد عماد العتبي لم يأت بجديد يذكر اللهم أنه أعلن رسميا عن الوفاة. فمنذ اليوم الموالي للمسيرة الاحتجاجية في العشرين من الشهر الماضي أكدت مصادر حقوقية أن الفقيد عماد دخل مرحلة الخطورة، وقيل إنه دخل مرحلة الموت السريري، وفرضت حالة حصار حقيقية على كل ما يتعلق من أخبار في هذا الصدد. ثم إن البلاغ أكد عزم السلطات المختصة على القيام بما يجب في شأن الكشف عن ملابسات الوفاة، وهي الجمل التي تتكرر في كل مرة وتكاد لا تفيد شيئا لأننا نعاين في كل مرة أن الصغار هم الذين يدفعون الثمن كما حصل في حالة الفقيد محسن فكري حيث ألقي بالصغار في الزنازن، بيد أن الكبار من المسؤولين على القطاع كانت يدهم مطلوقة فيما كان يتعلق بالأوضاع السياسية العامة في البلاد، والتي ظلت جامدة لمدة تجاوزت النصف عام. يتحدثون اليوم عن ضبط النفس إثر جريمة قتل مواطن آمن بالشعارات التي نرفعها جميعا، وخرج محتجا في مسيرة سلمية عادية، ونحن نتفق على ضرورة ضبط النفس وقطع الطريق أمام الذين يبحثون عن عود الثقاب المشتعل ليلقون به فوق كومة التبن اليابس، وندعو إلى التهدئة لأن الأوضاع لا تتحمل فعلا مزيدا من التصعيد الطائش. لكن هذا وحده لن يكون كافيا لإطفاء لهيب الغضب لدى مآت الآلاف من المواطنين، ليس في الريف وحده بل في كثير من مناطق المغرب، بل لابد من السلطات القضائية والإدارية المختصة أن تبدي ما يكفي من مظاهر الجدية والمسؤولية في هذا الشأن وإطلاع الرأي العام على كافة الحقائق. فليس مهما لدى الرأي العام مثلا إلقاء القبض على رجل الأمن الذي أصاب عماد بقنبلة مسيلة للدموع في رأسه، بل المهم عنده هو محاسبة المسؤول الأمني الذي أعطى التعليمات لاستعمال القنابل المسيلة للدموع في مسيرة سلمية، وهو يدرك حجم المخاطر التي يحملها القرار، وهو يعلم مسبقا أن المغرب ليس هو اليمن ولا ليبيا ولا سوريا ولا غيره من البلدان العربية والإسلامية. فهل تكون الأمور مغايرة هذه المرة، أم أن حليمة ستتمسك بعادتها القديمة وسيدفع الصغار ثمن أخطاء الكبار؟ *** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: [email protected] ***عبد الله البقالي // يكتب: حديث اليوم***