أكد أحمد لحليمي المندوب السامي للتخطيط خلال تقديمه لبعض النتائج المستخلصة من خريطة الفقر متعدد الأبعاد أن الدراسات تؤكد الاتجاه التنازلي القوي للفقر بجميع أشكاله في المغرب. ولايزال الفقر ظاهرة قروية بامتياز في شكله النقدي، إذ يشمل 2 في المائة في الوسط الحضري و9 في المائة في الوسط القروي، ويتعلق الأمر بإحصائيات ب 330 ألف شخص في الوسط الحضري و1.3 مليون شخص في الوسط القروي الذين يعيشون في هذا الوضع، علاوة على ذلك فإن المواطنين حتى أولئك الذين ليسوا في هذا الوضع بشكل موضوعي (حسب المندوبية السامية للتخطيط) يواصلون التأكيد على تواجدهم في هذا الوضع على مستوى واقعهم المعيشي، وهم يمثلون 45 في المائة على الصعيد الوطني. فيما يتعلق بالفقر متعدد الأبعاد، فهو يسجل معدل انتشار يصل إلى 8,2 في المائة وطنيا، ليصل عدد الذين يعانون من وطأته 2,8 مليون نسمة، 400 ألف بالوسط الحضري، و2.4 مليون بالوسط القروي، حيث ينتشر معدل الفقر ب 7,7 في المائة. وإجمالا يصعب تحمل الفقر في جميع الحالات وجميع الأوساط، لكنه يبقى ظاهرة قروية بامتياز. وختاما يطال الفقر بنوعيه النقدي والمتعدد الأبعاد 19,7 في المائة، ليرتفع بذلك عدد المعنيين به إلى 4 ملايين نسمة، من بين هؤلاء 480 ألف شخص يمكن اعتبارهم يعيشون في وضعية فقر حاد بنوعيه النقدي والمتعدد، ويمثلون 1,4 في المائة من السكان. الحرمان من التعليم بوابة الفقر وكشفت دراسة للمندوبية السامية للتخطيط حول خريطة الفقر متعدد الأبعاد لسنة 2014، أن الحرمان من التعليم يساهم ب55،3 في المئة في هذه الظاهرة على المستوى الوطني. وأوضحت الدراسة أن الحرمان من التعليم بالنسبة للبالغين يساهم لوحده ب 34 في المئة في الفقر على المستوى الوطني، فيما يساهم عدم تمدرس الأطفال بحوالي 21,3 في المئة في مؤشر الفقر، مشيرة إلى أن هذه النسبة تصل إلى 60,8 في المائة في الوسط الحضري بسبب النقص في التعليم مقابل 54,5 في المائة في الوسط القروي. أما الحرمان من الولوج للبنيات التحتية الاجتماعية الأساسية، تضيف الدراسة، فيساهم ب 19,7 في الفقر متعدد الأبعاد على المستوى الوطني، بينما تصل هذه المساهمة إلى 14,1 في المئة بالنسبة للحرمان من ظروف السكن و10,9 بالمئة بالنسبة للصحة. وأفادت المندوبية بأن الحرمان في مجال الصحة يساهم بحوالي 24,5 في المائة في الفقر الحضري، أما بالنسبة للفقر بالوسط القروي، فيساهم الحرمان من الولوج للبنيات التحتية الاجتماعية الأساسية ب 21,2 في المائة وظروف السكن ب15,3 في المائة. وبخصوص تفكيك الفقر متعدد الأبعاد بالجهات حسب مصدر الحرمان، فإن مساهمة الحرمان في مجال التعليم تتأرجح ما بين 28,7 في المائة بجهة درعة- تافيلالت و43,4 في المائة بجهة الداخلة واد الذهب، فيما يساهم النقص في مجال تمدرس الأطفال بحوالي 13,4 في المائة في الفقر متعدد الأبعاد بجهة الداخلة واد الذهب، مقابل 27,3 في المائة بجهة الدارالبيضاء- سطات. أما الحرمان من الولوج للماء والكهرباء والصرف الصحي فيساهم، وفق الدراسة، بحوالي 10,8 في المائة في الفقر بجهة العيون الساقية الحمراء، مقابل 24,6 في المائة بجهة بني-ملال-خنيفرة، في حين يساهم الحرمان في مجال ظروف السكن، ب4,4 في المائة في الفقر بجهة العيون الساقية الحمراء، مقابل 20,7 في المائة بجهة درعة- تافيلالت.