السلطات المغربية تعاملت بذكاء وحزم مع مساعي نظيرتها بالثغر المحتل لتسييس العملية الإنسانية الاستثنائية العلم / رشيد زمهوط تمكن فجر أمس الإثنين آخر فوج من المواطنين المغاربة العالقين بمدينة سبتة منذ سبعين يوما، من اجتياز الحدود الوهمية في اتجاه المغرب بعد تذليل عقبات إدارية وسياسية عطلت لأيام عملية الممر الإنساني الذي حاولت السلطات بالمدينةالمحتلة انتهازه لفرض سياسة الأمر على الواقع على نظيرتها المغربية. المعطيات المتوفرة تؤكد أن السلطات المغربية فتحت الحواجز لعبور زهاء 37 مواطن أغلبهم من النساء و العجزة في عملية هي الثالثة من نوعها منذ إطلاق برنامج العودة الاستثنائي بداية الأسبوع الماضي بعد التزام سلطات الثغر المحتل باحترام قائمة المستفيدين المؤشر عليها من طرف نظيرتها المغربية و الكف عن محاولات اقحام قاصرين و مهاجرين سريين ضمن المغادرين . حساسية العملية فرضتها حرص المغرب على التعامل مع برنامج عودة المواطنين بدون أن يمس بالسيادة الترابية للمملكة ودون توظيفه من طرف الجهة المقابلة لتصفية حسابات سياسية أو فرض تدابير تتعارض مع الطابع الإنساني للعملية. ولقد نجحت السلطات المغربية في تحييد حرص سلطات المدينةالمحتلة على تزويدها بقوائم أولية ملغومة في غياب محاور مغربي رسمي بداخل المدينة يتابع شؤون المغاربة القاطنين أو المترددين على المدينة، مما يفترض أن تتم عملية عبور استثنائية مثيلة بتنسيق وتراض و تعاون كامل بين الطرفين عبر القنوات الإدارية المعتادة . وإلى حدود فجر الأثنين شملت عملية العودة ما يناهز 280 مواطن مغربي ظلوا لعشرة أسابيع عالقين بالثغر المحتل بعد قرار المغرب اغلاق معبر طارخال منتصف شهر مارس الماضي جرى إيوائهم في وحدات فندقية قريبة للخضوع الى تحاليل مخبرية خاصة بفيروس كورونا قبل تمكينهم من التنقل الحر . و كان المغرب قبل قرار غلق حواجز المعبر في 13 مارس الماضي قد مكن العابرين من مهلة امتدت ل6 ساعات إضافية لمغادرة المدينة السليبة ومن حينها و الإعلام الاسباني المحلي يوظف المأساة الإنسانية للعالقين قصد احراج المملكة وتشويه سمعتها بغية دفعها إلى القبول باستقبال أفواج من القاصرين و المهاجرين السريين الذين يشكلون عبئا اجتماعيا وأمنيا على الحكومة المحلية بالثغر المغربي المحتل .