أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية رسميًا انسحابها من منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، معللة ذلك بتعارض سياسات المنظمة مع المصالح الوطنية الأمريكية، ورافضة ما وصفته ب"التحيز المناهض لإسرائيل" داخل المنظمة. وأبلغت واشنطن، اليوم، المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي بقرار الانسحاب، مشددة على أن استمرار مشاركتها في أنشطة المنظمة الأممية لم يعد يخدم أجندتها الوطنية ولا يتماشى مع أولوياتها السياسية، خصوصًا في ظل ما وصفته بالتركيز "المفرط" لليونسكو على قضايا اجتماعية وثقافية "مُثيرة للانقسام"، وأهداف التنمية المستدامة التي تراها الإدارة الأمريكية أجندة "أممية أيديولوجية" لا تنسجم مع مبادئ السياسة الخارجية الأمريكية القائمة على شعار "أميركا أولاً".
كما اعتبرت واشنطن أن قرار اليونسكو بقبول عضوية "دولة فلسطين" شكل لحظة فاصلة ساهمت في تعميق خلافاتها مع المنظمة، إذ يتعارض -حسب تعبيرها- مع الرؤية الأميركية تجاه القضية الفلسطينية ويكرّس ما وصفته ب"الخطاب العدائي ضد إسرائيل"، وهو ما كانت الولاياتالمتحدة قد عبّرت عن رفضه في محطات سابقة.
وتبعًا للمادة الثانية (الفقرة 6) من دستور اليونسكو، فإن قرار الانسحاب الأميركي سيدخل حيّز التنفيذ رسميًا في 31 دجنبر 2026، ما يعني أن الولاياتالمتحدة ستظل عضوًا كامل العضوية داخل المنظمة حتى حلول هذا التاريخ.
القرار الأميركي يُنذر بتداعيات كبيرة على مستقبل اليونسكو، لا سيما في ظل تعقيد الوضع المالي والتنظيمي داخلها، كما يهدد بانقسامات أعمق حول القضايا الحساسة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والموقف من إسرائيل داخل المنتظم الدولي.