مقام الغربة

مِن ماء قَلْبي خُذُوا في الظُّلْمة القَبسَا
إني لأُشْعِلُ من أنْهاريَ الغَلسَا
إنًّي أذُوبُ هذا الصَّخْرَ مُهجَتَه
حتَّى يُحسَّ صَفيَّ الرُّوح قَد هَمسَا
أنَا وهُو وكأْس اللَّيل شاهِدةٌ
رُوحَان كَالحُلو بالْعُنقُود الْتَبَسا
إذا نَطَقتْ فحَرْفي من تَرنّمِه
وإن صَمْت كأنّي هُو قد خَرسَا
وإن طَلبتُ شَفيفَ الخَطو في صفةٍ
وجدتُهُ قَد هَمَى في نفْسكم نفَسا
على لُغَة من أقَاصي المجَازِ
يُطلّ
فَيسْقُط منه وضِيئا علَى البَوْح
طَلّ
سَيسقِي اشتيَاقَ التُّراب
ليَضحَكَ في الرُّوح حَقلُ
وأَرْخَى حجَابا كثِيفا عَليّ
كثيفا
علَى سُدّة القَلب حتّى
بَصُرتُ بأنَّه للحَرْفِ
ظَلّ
وأنَّه فيه يُمجَّد عَيْشٌ
رقيقٌ وقَتْل
وأنِّي على الجَمر يَقْطرُ
بالشَّجْو أرقُص يَا... هَلْ
أمَلّ؟
فَتفْني رُسُومي
وللدَّمْع فِي الدَّرْب
رسْمٌ يَدُلُّ
رَمَادي يدل علي
رمادي فَيَذْرُوهُ
وقت أقَل
وتمْرَح سنْبلةٌ
في اليَبَاب
ويَسْمُق مِنْ غُربَةِ
الذَّات نَخْل
فَهزّ
بِجذْع الحَنَايا
قَليلا
قَليلا
ليُولَدَ منْ مشْرق القَلْب لَيْلُ
يُفيضُ على يُوسُفَ
البَثَّ رُؤيَا
مَع المُر تحْلوُ
إذا دَوْحَة الحُلْو
قِدَّتْ سماءً
وأمطَركَ القَيدَ
صدٌّ ودَلُّ
إذا ما الأَكُفُّ فُتِنَّ
قُتِلْنَ وأمَرْعَ
من شَهْوة المُزْن
نَصْلُ
سيجثُو لكَ الكَوكَبَان
ويَسْلُسُ من كَوثر
الحُزن وصْلُ
سَتَنأى وتَدْنُو
وتهْوى وتهْوَى
وتُزْوَى لكَ الأرضُ
مِن خَافقيْها وتطْوي
لكَ الشَّوقَ
نعْلُ
ستُتْرعُ كاسَاتِ
وادِي العتيق هديلاً
هديلاً
ويسْقِي مداكَ
بهيّاً من الحُلمِ
كُحْلُ
وُقوفاً عليّ صحابِي
وُقوفاً
على شُرفةِ القلْب في المحْوِ
رحْلُ
ونُوديَ يا أيّها
العيرُ ردّوا عليّ
وعاءَ اصْطباري
وغذوا المسيرَ
شهوداً
إلى موْقف
للْبكاءِ فيأذن
بالأنس روحٌ وفلّ
سينسلُّ ضيفٌ
لديك وينفضُّ
في غفوة النّاي
حفلُ
واخلع
نعْلي أرقرّقُ
ماء الإشارة
لا. لسْتُ أسْلوُ
مُثولي لديْك
مجازٌ فحرّمْ مجازي
على منْ سِواكَ
وناغِ جداولَ صدري
إذا مُجْتُ بالوجْدِ
والنّجمُ طفلُ
غريبٌ على صبْوَةِ
الرّوضِ طيْري
غريبٌ من الأقْرباءْ
أبايعُ شوْكَ الْوُرودِ
لأحْضُنَ نهْرَ
الشّذاءْ
وتقْتحِمُ الأغْنياتُ
بساتينَ ذاتي
إذا مسّني وَلَهُ
الأوْلياءْ
لأنّي من الشّعراءِ
الّذين إذا عشقُوا
رقْرقُوا وترَ القلْبِ
فانساحَ بحْر
ضياءْ لأنّي من الشّعراء
الألى طوّفوا
غرّبوا شدْوهُمْ
عفّروا جبّة الأنس
عِنْدَ اقتناصِ البَهَاءْ
افران 6 7 / 7 / 10