روح..ريحان.. عنبٌ..نخلٌ..رمّان.. ما أجمله ، ما أعظمه خالق هذا البستان مرّاكش تلبس أبهى زينتها تستقبل بالأحضان عشاقا لمسوا طيب ملاءتها منذ زمان فاشتعل الوجدان وإلى الآن ما زال الشوق يدمدم في أعماق الفتية من ظعنوا قبل مغيب الشمس ومن عادوا في الليل مع الركبان مرّ فتى يوما قرب قبور السعديين فآنس زوج حمام وهديلا يروي ما كان... وتجلى في المحرابْ أملٌ، ورواء، وشبابْ من آل الإدريسيّ يشعشع في الأكوابْ ففؤادٌ جرح ربابْ يتألق وسط رعاة الصحراءْ وعتيقة ترسم سوسنة فوق الماءْ وشفيقة تنسج في ليل الغربة خيط ضياءْ يتسكع صعلوك بين أزقة مراكشٍ الحمراءْ بحثاً عن زهرة حنّاءْ يجعل من أحرفه مركبة خضراء ويغنّي مالكة الشعر: يجيءُ العشاق إليك خفافاً يا سيدة المدن السمراءْ يا فرقاني يا نور الدين الأنصاري يا وارهام يا رباوي يا أمراني يا حجام مالكة الشعر اختارتكم فرسانا في مملكة الشعر، وفوق مجرات العشق أولي بأسٍ كي تهدم بكم الجدران الخرساءْ قيل لها: اختاري قالت: أختارْ عن عزم أن أعبر خط النارْ هل يذكرها شيح زلاغ بظهر المهراز تتخذ الحرف بريق جراز؟ تلك العصفورة كانت تشدو للعشق وللحكمة وللثورة وتعلمنا في تصميم: «لا تحمل أكياس الذلّ على ظهرك إن أضحى بيت السيد محتاجا للترميم» كن يا إنسان عاصفة في وجه الإذعانْ». يتسلقنا العشقُ ، فمن منّا سيقلده حدّ حسام ليفجر تحت ضياء القمر العاشق نبع الإلهام؟ يا مالكة الشعر الدرّيّ سلامْ.... الشارقة، ربيع 2012