فاز "مسافة ميل" بالجائزة الكبرى لأحسن فيلم أجنبي بمهرجان " لوس أنجليس " لمخرجه سعيد خلاف بعدما اختير في مهرجان الفيلم في مركز مدينة " هوليود " الأميركية، وقد سبق أن رشح المغرب هذا الشريط على جائزة احسن فيلم اجنبي في جائزة الأوسكار. ويجسد أدوار هذا الفيلم، الذي تولت إنتاجه شركة "أومبرود"، كل من النجمين أمين الناجي، ونفيسة بنشهيدة، إلى جانب راوية، وسناء بحاج، والعديد من الأسماء المعروفة. ويحكي الفيلم قصة "سعيد"، شاب يعيش في أحد الاحياء الأكثر هشاشة وحرمانا بالدار البيضاء، حيث ذاق أصنافا من المعاناة منذ نعومة أضافره: في البيت حيث كان زوج أمه يعنفه ويعنف شقيقته وأمه بشكل مستمر. وفي الشارع كان يتربص به عدد من المنحرفين من أجل الاعتداء عليه جنسيا واستخدامه من أجل جلب المال، وفي ورشة العمل، كان سعيد ضحية لأكثر من محاولة اغتصاب من طرف مشغليه. وحتى في السجن لم يسلم من مسلسل الاعتداءات التي ظلت تلاحقه أينما حل وارتحل. في كل مرة كان سعيد يجد نفسه في موقف الضحية الذي يبحث عن أقل اعتراف من طرف الآخر، أو أدنى شعور بالآمان من جانب المجتمع، لكن بدون جدوى، حتى تولد لديه الشعور بالانتقام.. ورغم أن أحداث 16 ماي 2003 كانت بمثابة الشرارة التي أوقدت نار الكتابة لديه، إلا أن المخرج سعيد خلاف يؤكد على أنه فضل التطرق إلى الموضوع دون إقحام الجانب الديني، حيث ركز على الجانب الإنساني والتربوي لإيماني بأن التربية والتعليم هما أكبر سلاح لتصدي أي تطرف أو استغلال. ونال "مسافة ميل بحذائي" 15 جائزة من بينها الجائزة الكبرى في مهرجان الاقصر في مصر والجائزة الاولى في مهرجان الفيلم الوطني في طنجة وتلتها جوائز وطنية وعربية اخرى ولايزال الفيلم مرشحا لان يعرض في مهرجانات دولية كمهرجان بروكسيل ومهرجانين في فرنسا فاميك و كاروس الدوليين ومهرجان قرطاج الدولي في تونس شهر اكتوبر المقبل. وشارك هذا العمل في مهرجانات عدة دولية عربية ومغربية حتى وصل الى كوريا الجنوبية وجنوب افريقيا، ونقلت مصار مقربة من المخرج خلاف مناشدته المؤسسات المغربية العامة والخاصة إضافة إلى وسائل الإعلام دعمه في الترويج لفيلمه، موضحا أنه تلقى عروضا من شركات دعاية أميركية للتسويق لشريطه حتى يرفع من حظوظه للفوز في مسابقة الأوسكار للفيلم الأجنبي، ومشيرًا إلى أن إمكانياته الذاتية المحدودة لا تسمح له بالاستعانة في خدمات تلك الوكالات. للإشارة فان المخرج سعيد خلاف قام بكتابة سيناريو لعدد من الأفلام التلفزيونية المغربية بين سنة 2011 و2013، اثنان منهما للمخرج عبد الكريم الدرقاوي وآخر لمحمد الكغاط.