وجه محمد أزورن، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، رسالة مفتوحة إلى التحالف الحكومي بعنوان "الأرزاق بيد الله والأسعار بيد الحكومة"، عبر فيها عن قلقه العميق من أوضاع البلاد وفشل الحكومة في مختلف المجالات. أوزين أكد في رسالته، أن المسؤولية عن تدبير الشأن العام أمانة، وأي تقصير فيها يعد خيانة للثقة الممنوحة من الشعب، مشيرا إلى أن الانسجام الحكومي المزعوم بين مكونات التحالف لا يعكسه الواقع على الأرض، موضحا أن الانسجام الحقيقي الذي يجب السعي وراءه هو الانسجام مع الشعب وطموحاته. وأضاف أوزين في رسالته، أن "التعاقد الحقيقي ليس بين مكوناتكم الثلاث وإنما مع قرابة الثلاثين مليون مواطن المنهكين الذين أجهزت سياساتكم الارتجالية والمرتبكة على ما تبقى من جيوبهم وقفتهم ومائدتهم، لتنهار كرامتهم وينكسر شموخهم، وأنتم تتفرجون على محنهم وبقراراتكم المرتجلة تعمقون جراحهم، وكأنكم تشبعون نزوة أو تستمتعون بضائقتهم. أكيد ستجدون في هذا الوصف غلوا ومبالغة وتضخيما، لكنه هو الوجه الحقيقي للحقيقة التي تتجاهلون، هو الإحساس نفسه والتوصيف ذاته اللذان يشعر بهما المواطنون عندما تشرعون في تعداد إنجازاتكم وتعرضون أشباه التدابير التي لا جدوى منها ولا تأثير". وأشار أوزينن إلى أن الحكومة رفعت السقف بوعود انتخابية "لا سماء لها ولا أرضية"، وحصدت الأصوات بفضل قدر انتخابي استثنائي، ثم خفتت الأصوات والضجيج لتستكين الحكومة إلى صمت ساكن، تاركة المواطنين فريسة للغلاء والتضخم، حيث تبخرت الفرشة المائية، وارتفعت أسعار الخضر واللحوم، وضاعت حقوق ضحايا الزلزال، كما غابت طلعة الأضحى. كما لفت أوزين إلى أن التعليم والصحة تضررتا بشدة، وأن الخدمات العامة في القرى والمناطق الجبلية والنائية ما زالت تعاني خصاصا حادا في البنية التحتية والأطر الطبية والمعدات. وأضاف أن تصريحات الحكومة عن فرح المغاربة بالإنجازات "استفزت المواطنين"، وهو ما تجسد في احتجاجات شباب الفنيدق، وانتفاضة الهضبة السعيدة بأيت بوكماز، وجبال مكونة، وفكيك، وأكادير وغيرها. واعتبر أنه "في مشهد مثير وغير مألوف، تظهر طائرة من زاكورة تحمل طفلا في حالة حرجة نحو العاصمة في محاولة، رغم نبل البادرة، تثير الشفقة على من أملى هذا الإخراج الهزيل، لتنهال الاسئلة لماذا لم تظهر هذه الطائرة قبل انتفاضة مستشفى الموت، ولماذا لم يسمع لها هدير". ويتواصل تعالى الأصوات وتناسل التعاليق وأقواها " إننا لسنا في حاجة إلى نقل الأطفال بالطائرات من زاكورة إلى مستشفى ابن سينا (السويسي) بالعاصمة الرباط، بل إننا نحتاج إلى نقل مستشفى (السويسي) إلى زاكورة، وتاونات وفكيك وطاطا وأنجيل وتارودانت وعرباوة وأرفود وتيمحضيت، وباقي المناطق المهمشة. نريد (سويسي) بكل أقاليم المملكة ". يضيف أوزين في رسالته وأكد أوزين أن التدابير الترقيعية للحكومة، مثل إحداث لجان ميدانية ومحلية لمواكبة إصلاح المؤسسات الصحية، لم تحقق أي أثر ملموس، بل ضاع المواطن بين متاهات هذه اللجان، وهو يدفع الثمن ليس من جيبه، بل من عمره وصحته. ولفت إلى المفارقات التي تظهر في عهد الحكومة، مثل ظهور برلماني يدعي الاعتصام في مستشفى بسبب خصاص، بينما كان في الواقع من المهللين لوزرائه، مؤكدا أن الحكومة لم تتعلم تحمل المسؤولية، وتواصل سياسة التهرب والإنكار، مع تجاهل الاعتذار، وهو ما يعد من شيم الكبار. ودعا أوزين إلى التحرك السياسي، وتحمل المسؤولية، وإغلاق قوس المرحلة الحالية، وبناء أفق جديد يليق بمستقبل المغرب، ويحقق العدالة الاجتماعية والخدمات الأساسية للمواطنين، تحت قيادة ملكية حكيمة وشعب صبور يزرع بذور الأمل.