لم يفوت قياديو حزب التجمع الوطني للأحرار، فرصة انعقاد المحطة الخامسة من جولتهم الجهوية "مسار الإنجازات" بمراكش أمس السبت، دون توجيه رسائل عديدة لمن يهمه الأمر. وفي المقدمة، كان التأكيد على وفاء الحكومة التي يقودها الأحرار بالتزاماتها، والمضي في تنزيل مشاريع تنموية كبرى لصالح المواطنين، والعزم على استكمال البرامج حتى آخر لحظة من الولاية الحكومية التي دخلت عامها الأخير، بعيدا عن الخطابات الشعبوية، والتنابز السياسي. حزب الترفع والالتزام.. دافع راشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، عن الخرجة الإعلامية الأخيرة لرئيس الحزب والحكومة، عزيز أخنوش، على قنوات القطب العمومي، مستحضرا كمية الانتقادات التي وجهتها له بعض الأطراف. وأكد أن التجمع يترفع ولا يشخصن النقاش لأنه حزب ينتج ولا يستهلك. ونبه من تأثر بعض السياسيين وقادة الأحزاب بالخطاب الشعبوي، مذكرا بأنه في بداية الولاية الحكومية تمت مهاجمة الحكومة على تخصيصها مليارَي درهم لدعم القطاع السياحي خلال أزمة كوفيد، لكن اليوم عندما حقق القطاع نتائج غير مسبوقة لا أحد يتكلم عن ذلك. ووجه الطالبي نقدا لاذعا لخصوم حزبه السياسيين، بالقول إنهم لا يفهمون كنه المشاريع الحكومية، وإن "هناك رئيس حزب ترشح للانتخابات طيلة حياته، لكنه لم ينجح أبدا في أي استحقاقات، ومع ذلك ينصب نفسه وصيا على المشهد السياسي في البلاد"، (في إشارة لنبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية)، بينما لدى مناضلي الأحرار الشرعية الشعبية. ودافع عن أخنوش كرئيس للحكومة، مبرزا أن الحكومة القوية بكامل أعضائها وانسجامها، حققت في ولايته عددا من الإنجازات غير المسبوقة في الحوار الاجتماعي والزيادة في الأجور وفي قطاعي الصحية والتعليم. وأكد رئيس مجلس النواب في كلمته، ارتياحه لما تحقق خلال 4 سنوات من التدبير الحكومي، معتبرا أن الحكومة التي يترأسها أخنوش أوفت بالتزاماتها رغم كل الصعوبات التي واجهتها منذ تنصيبها مع أزمات مثل كوفيد والحرب الروسية الأوكرانية والجفاف ثم الاستعداد لتنظيم المونديال. وخلص راشيد الطالبي العلمي إلى أن حزبه حصل في انتخابات 2021 على مليونين و200 ألف صوت، ويطمح إلى أن يجدد فيه المغاربة الثقة خلال الانتخابات المقبلة حتى يتمكن من استكمال المشاريع التنموية الكبرى التي بدأها، والتي بدأت تفرز نتائجها. أرقام قياسية للسياحة.. من جهتها، أفادت وزيرة السياحة، فاطمة الزهراء عمور، في مدينة مراكش يوم السبت، بتحقيق القطاع السياحي الوطني لمجموعة من الأرقام القياسية الجديدة خلال هذه السنة. وكشفت عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار في كلمتها خلال جولة "مسار الإنجازات" التي نظمها حزب الأحرار بجهة مراكشآسفي، أن بلادنا استقبلت خلال الثمانية أشهر الأولى من السنة الجارية، أزيد من 13.5 مليون سائح، بزيادة 4,3 مليون سائح مقارنة مع سنة 2019 باعتبارها سنة مرجعية قبل الجائحة. وبخصوص مداخيل القطاع من العملة الصعبة، كشفت أن السياحة حققت عائدات خلال 8 أشهر الأولى من السنة الجارية تفوق 67 مليار درهم، بزيادة 26 مليار إضافية مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2019، وهو ما جعل المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا. وعزت عمور، هذه النتائج غير المسبوقة للإجراءات التي اتخذتها حكومة أخنوش خلال فترة جائحة كوفيد، مبرزة أن الحكومة خصصت لإقلاع القطاع المهم للاقتصاد الوطني 8 مليارات درهم، مليارا درهم منها في إطار المخطط الاستعجالي، و6 مليارات درهم لتنزيل خارطة الطريق السياحية. وأضافت الوزيرة، أن مدينة مراكش هي أول وجهة سياسية في المغرب، ومن أكبر الوجهات السياحية في العالم، مبرهنة على ذلك باستقبال مطار مراكش المنارة خلال سنة 2019 لحوالي 3 ملايين سائح، بينما يستقبل اليوم سنويا 4,3 مليون سائح، ونسبة ملء الفنادق طيلة السنة هي 70 في المائة، حيث يتم افتتاح 5 فنادق شهريا في المدينة الحمراء طيلة أربع سنوات الماضية. العفاريت والتماسيح.. وقال مصطفى بايتاس، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، إن عمل الحزب مؤطر بمواثيق غليظة مع المواطنين، وهو ما يفرض عليه متابعة رسالته بنفس قوي لرفع مستويات التنمية. وانتقد المتحدث ضمنيا رئيس الحكومة الأسبق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، قائلا إن "الأحرار" لا يشتكي من "التماسيح والعفاريت ولا من الفيلة" التي علق عليها فاعلون سابقون فشلهم السياسي. وشدد في كلمته على أن "الأحرار يعمل بجد لتحقيق التنمية، وتثبيت الخيار الديموقراطي ببلادنا الذي يرعاه جلالة الملك". وتساءل مصطفى بايتاس أين هو البديل؟ مؤكدا أن معارضة الحكومة لا تكون بردود الأفعال واللايفات التي لا تنطلي على المغاربة، لأن الصواب هو ترك الفاعل السياسي المطوق بالأمانة والمسؤولية يشتغل، واقتراح البديل دون "الهوس" الذي يطبع تعامل البعض مع رئيس الحكومة لأنه ليس من الأخلاق السياسية بالمرة. وأوصى الناطق الرسمي، منتخبي وقواعد حزبه باتباع نهج القرب والإنصات للمواطنات والمواطنين في مختلف الدواوير والأقاليم من أجل خدمتهم، معتبرا أن الأحرار "حزب يشتغل بما ينفع الناس".