أفادت معطيات رسمية، توفرت لجريدة هسبريس الإلكترونية من مصدر مطلع، بأن تشغيل "شبكة الجيل الخامس" للإنترنت في المملكة حقق "إتمام تغطية 60 مدينة مغربية" منذ الإطلاق التجاري الرسمي ل "5G" يوم 7 نونبر الجاري. وحسب مصدر هسبريس، فإن المعطيات الرسمية المتوفرة والمحيَّنة إلى غاية نهاية هذا الأسبوع تفيد بأن "عدد المحطات الأرضية المشغَّلة التي جرى تركيبها في مختلف الجهات والأقاليم المعنية يصل حاليا إلى 6000 محطة، مع توقع أن تصل، مع متم 31 دجنبر من السنة الجارية، إلى 8200 محطة". وعلق مصدر الجريدة قائلا: "يُعدّ هذا إنجازا غير مسبوق على المستوى العالمي؛ إذ تحقّق في ظرف ثلاثة أشهر ونصف الشهر فقط بعد عملية منح تراخيص لإحداث واستغلال شبكات للمواصلات تستعمل تكنولوجيات متنقلة من الجيل الخامس" في المواصلات الرقمية بالمملكة. وفي حوالي أسبوع من إطلاق "5G"، أصبحت المملكة المغربية "تتوفر حاليا على 7 ملايين جهاز شبَكِي (Terminal allumé activé) تشمل الهواتف الذكية واللوحات الإلكترونية وغيرها، وهو "ما يعكس توسّع قاعدة التجهيزات المستعملة من طرف المستهلكين. كما أفادت المعطيات ذاتها ب"توفير مُشغِّلي وفاعلي قطاع الاتصالات الوطني الثلاثة ("اتصالات المغرب" و"أورنج المغرب" و"إنوي") ما مجموعه 100 عرض تجاري حول خدمات شبكة الجيل الخامس للاتصالات"، مع تضمينهم عروضا خاصة ب"المحتويات متعددة الوسائط" (Contenu multimédias). أما على مستوى العروض التجارية المرتبطة بالجيل الجديد من الخدمات، فقد شهد حجم البيانات (Data Volume) "تحسّنا كبيرا"، يورد مصدر الجريدة. وأضاف مؤكدا: "إذا كانت العروض السابقة تمنح حجما محدودا من البيانات: 5 جيغا مقابل 50 درهما، فإن العروض الحالية تمنح-على سبيل المثال-11 جيغا بايت مقابل 50 درهما، أي بزيادة تقارب 120% مقارنة بالسابق". أما بالنسبة لحجم البيانات بالنسبة لعروض "الاشتراك مؤجَّل الأداء"، فأشارت المعطيات المتوفرة إلى أن "هناك حدّا أدنى لرفع حجم البيانات بنسبة 20 في المائة على الأقل مع احتساب التعرفة نفسها"، خاتمة بأنها "عروض تبقى صالحة أيضا لتشغيل شبكة الجيل الرابع والجيل الخامس معا". يأتي ذلك مع اقتراب احتضان المغرب تظاهرات دولية وقارية كبيرة، أبرزها "كأس إفريقيا للأمم" لكرة القدم (كان المغرب 2025)، في خطوة مهمة تعكس تحولا بارزا في مسار الرقمنة والتكنولوجيا بالمغرب. وتتيح التقنية المتقدمة للجيل الخامس سرعة اتصال تتجاوز 2 جيغابايت في الثانية، على أن تشمل تغطيتها في المرحلة الأولى المدن الكبرى، مع الانتقال التدريجي إلى باقي المناطق. وستتحول الهواتف الذكية وشرائع الاتصال وبطاقات "SIM" المتوافقة تلقائيا مع "الجيل الخامس" إلى الشبكة الجديدة، فيما أطلقت الشركات المشغلة عروضا حديثة تتماشى مع هذه التكنولوجيا. جدير بالتذكير أن "مَنح تراخيص الجيل الخامس" جاء خلال الأشهر القليلة الماضية في سياق انعقاد مجلس إدارة الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات (ANRT) بتاريخ 25 يوليوز الماضي، وبعدما صادق رئيس الحكومة على التقرير الذي أعدّته الوكالة بشأن "منح تراخيص لإحداث واستغلال شبكات للمواصلات تستعمل تكنولوجيات متنقلة من الجيل الخامس"، وذلك عقب إعلان المنافسة الذي أطلقته الوكالة في وقت سابق. وتتعلق التزامات المشغلين والفاعلين الثلاثة-على الخصوص-ب"الاستثمارات، والتغطية، وجودة الخدمة"، فيما يُتوقّع أن تبلغ الاستثمارات وتكاليف الاستغلال للجيل الخامس حوالي 80 مليار درهم بحلول سنة 2035.