عندما استرجع المغرب صحراءه بعد المسيرة الخضراء، وبدعم من ليبيا والجزائر، تم خلق البوليساريو، ونشبت حروب بيننا وبين الجزائر التي كانت تتخفى وراء مقاتلي جبهة تحرير الصحراء، منها أمغالا 1 وأمغالا 2 التي حقق فيها المغرب انتصارا باهرا وأسر 100 من الجنود الجزائريين، وكذا معارك الوركزيز وبئر انزران، ولحسم هذه المعارك التي اتخذت في نهايتها شكل حرب عصابات بنى الراحل الحسن الثاني جداراً دفاعيا رمليّاً خارقا يمتد على مسافة 2720 كلم (انظر الخط البني في الخريطة)، أي أن الجدار بطول المسافة ما بين المغرب وفرنسا! واستغرق بناؤه سبع سنوات ما بين 1980 و1987. وعندما كان الراحل الحسن الثاني يبني الجدار، فطن إلى أنه لا يمكن أن يبنيه على الحدود مباشرة وإلا اضطر إلى متابعة عناصر البوليساريو داخل التراب الجزائري، مما سيهدد بحرب مباشرة بين الدولتين، وقد تبين هذا مع مواصلة مقاتلي الجبهة لمناوشاتهم حتى بعد بناء الجدار، والتي انتهت بمعركة كلتة زمور سنة 1989، التي اعتبرت آخر طلقة في الصحراء قبل تقرير وقف إطلاق النار سنة 1991.
والمناطق التي تركها المغرب من الصحراء أرادها مناطق عازلة، وتمتد من بئر لحلو في الشمال الشرقي للصحراء إلى الزوغ في أقصى الجنوب وبينهما تيفاريتي وأمغالا ومهيرس والميجق (انظر الخريطة)، وقد اعتبرتهم البوليساريو مناطق محررة وعمدت في السنوات الأخيرة إلى تعميرها وإحياء احتفلاتها بها والقيام باستعراضات عسكرية في شوارعها، وبهذه المنطقة تم استقبال بان كي مون مؤخرا، مما اعتبر إشارة إلى أنه منحاز للطرح الانفصالي واستوجب ردّاً مغربيا حازماً.