بعد يومين على اختفائه، عُثر على الفنان المغربي مصطفى الحمصاني أمس الجمعة، جثة هامدة بمنزله بحي سيدي البرنوصي بالدارالبيضاء بعد أن تسلّلت الشكوك إلى جيرانه عن سرّ تواريه عن الأنظار. عاش وحيدا ومات وحيدا، بهذه العبارة نعاه أصدقاؤه من الوسط الفني، من بينهم الفنانة كريمة وساط قبل أن يعدّدوا محاسنه ويشهدوا له بدماثة أخلاقه وسعيه لفعل الخير كلما سنحت له الفرصة.
صديقه المقرب، ترحّم عليه بكل حسرة ومنّى النفس بأن يكون مثواه الجنة ويثبته الله عند السؤال بعد أن خطفه الموت بشكل فجائي، وهو يعود بذاكرته إلى الوراء ويكشف عن آخر لقاء له معه في إشارة منه إلى أنّ اتصالا هاتفيا جمعه بالراحل سأله فيه عن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة وكان سيلتقي به بعد انقضاء شهر رمضان قبل أن يغيّبه الموت.
وفاته المثيرة للشكوك، عجّلت بتنقل عناصر الشرطة التقنية والعلمية إلى مسرح الواقعة لمعرفة ما إذا كانت وفاته طبيعية أو يتعلق الأمر بفعل جرمي، خاصة وأنّ جثته كانت تميل إلى الزرقة، الأمر الذي ترك حسرة في قلوب المقربين منه وزملائه في المهنة.
وفاته الغامضة، طرحت الكثير من التساؤلات، خاصة وأنّ جارته قدّمت له وجبة الفطور لتتفاجأ بعد يومين أنّ الباب ظل مفتوحا وأنّ صينية الإفطار لم تتزحزح من مكانها، في الوقت الذي أضاءت فيه مصادر مقربة تدهور حالته الصحية في الآونة الأخيرة.
لم يكن يعود إلى بيته إلا ليلا بسبب الفراغ الذي كان يعيشه، تردف مصادرنا بالقول وهو الذي جذبه حب الركح فدَرس المسرح وجسّد العديد من الشخصيات في الكثير من الأعمال الفنية بما فيها الأفلام التلفزيونية، من بينها "القضية رقم 2″ و"الزيرو" و"كازانيكرا" وغيرها، إضافة إلى مشاركته في البرنامج التلفزيوني "مداولة" ووقوفه في خشبة المسرح أمام الفنان الراحل الطيب لعلج.