تكثف جبهة البوليساريو من تحركاتها مؤخرا، بعدما حققت الدبلوماسية المغربية طفرة مهمة على مستوى ملف الصحراء المغربية، بانتزاع اعتراف عواصم ذات وزن سياسي معتبر، لا سيما على المستوى القرار الأوروبي. وتوجه ممثلوا جبهة البوليساريو إلى النرويج في محاولة للترويج لأطروحة الإنفصال ورغبة في دفع أسلو بعيدا عن ركب ما ذهبت في اتجاهه اسبانيا وألمانيا وهولندا، من خلال محاولة التأثير على الاتفاقيات التجارية التي يبرمها المغرب مع عواصم أوروبية أو مع الإتحاد الأوروبي التي تشمل أقاليمه الجنوبية على غرار اتفاقية الصيد البحري وتصدير المنتوجات الفلاحية.
في السياق، كشفت تقارير أن أبي بشرايا البشير، القيادي في الجبهة وممثلها في أوربا، تنقل إلى أوسلو وأعلن من هناك تشكيل مجموعة أصدقاء للجبهة ، بالبرلمان النرويجي، قال إنها تضم 17 عضوا في برلمان النرويج.
وتراهن البوليساريو وفق ذات التقارير على المجموعة، من أجل ممارسة ضغط دولي على الحكومة النرويجية، خصوصا أن البلد يتمتع بعضوية في مجلس الأمن، كما تراهن عليها لممارسة ضغط فيما يتعلق بالمعارك القانونية التي تخوضها الجبهة في إفشال الاتفاقيات مع التي تجمع المغرب ومؤسسة الإتحاد الأوروبي.
وبخصوص تعاطي الحكومة النرويجية مع ملف الصحراء المغربية، يظل غير واضح ويشوبه اصطفاف ضمني لأطروحة جبهة البوليساريو، وذلك استقراء لقرارات سابقة عارضت فيهم أسلو تمديد ولاية بعث المينورسو لمراقبة حقوق الإنسان أو اتفاقية التجارة الحرة بين الرباط وبروكسل وشملها للمنتجات القادمة من الصحراء.
يشار أن ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أجرى سابقا مباحثات عبر تقنية الاتصال المرئي مع إين ماري إريكسنسورييد، وزيرة الشؤون الخارجية النرويجي، حيث أشادا بالعلاقات الممتازة القائمة بين المغرب والنرويج، مجددين التأكيد على رغبتهما المشتركة في مواصلة تعزيزها، لاسيما من خلال تكثيف المشاورات السياسية، وكذلك من خلال إعداد خارطة طريق مشتركة تفضي إلى مبادرات مشتركة ملموسة، وذلك عشية اجتماع مجلس الأمن المخصص للمشاورات حول قضية الصحراء.