انقلب الهرم السكاني في المغرب بشكل لافت، حيث بدأت نسبة الأطفال دون 15 عاما والسكان النشطين تنخفض، مقابل ارتفاع عدد السكان فوق 60 عاما، وفق المعطيات التي جاءت بها نتائج إحصاء السكان والسكنى لسنة 2024.
وفي علاقة ذلك بالتطور الديموغرافي، اعتبر محمد أزكاغ، الباحث في السياسات العمومية أن هذه المعطيات لاتعني أن عدد السكان سينقص "لأن هناك دينامية مستمرة"، لكنه قال إن "بلوغ المغاربة 40 مليون نسمة لن يكون قبل 2048 أو 2050، حين سيتم الوصول إلى الذروة الديموغرافية".
واعتبر أزكاغ في حديثه ل"الأيام 24″ أن بقراءة إحصاء 2024، يتضح أن هناك انخفاضا في معدل الخصوبة على المستوى الوطني، وتباين معدلات الخصوبة على مستوى جهات المملكة، وتأثير ذلك على الهرم السكاني.
وأشار أزكاغ إلى أن التطور الديموغرافي المحقق على مدار العقود الثلاثة الماضية، يؤكد ارتفاع عدد السكان من 26.074 مليون نسمة في عام 1994 إلى 36.828 مليون نسمة في عام 2024، مما يعكس نمواً سكانياً متواضعا.
تراجع معدل الخصوبة، يرى فيه المتحدث أنه حتما سينعكس على الاقتصاد الوطني والأمن القومي، فالعنصر البشري أداة لتقوية أمن الدولة وتعزيز مفهوم السيادة، وانخفاض معدلات الولادة يطرح إشكالات كبيرة وتحديات خطرة على السياسات العمومية في غضون العقود المقبلة.
وأكد أن معطيات الإحصاء قامت بتوفير معطيات مهمة واستراتيجية سواء من حيث التعداد السكاني، ومعدل النمو، ومعدل التمدن، ومعدل البطالة، ومعدل الإعالة، ما يساهم في تطوير السياسات العمومية، سواء الشمولية، أو السياسات الاستهدافية.
وكانت نتائج إحصاء 2024، سجلت وصول عدد سكان المغرب إلى 36.8 مليون نسمة، بارتفاع 2.98 مليون نسمة أو 8.8 بالمئة مقارنة مع آخر إحصاء في 2014.