لم تكن المهاجرة المغربية "فاطمة.ن"، المقيمة منذ سنوات في الديار الفرنسية، تتخيل أن حلمها بامتلاك شقة في وطنها سيتحول إلى كابوس مروّع، فبين ضياع 45 مليون سنتيم في مشروع عقاري وهمي ضمن فضيحة "باب دارنا"، وتسليمها في النهاية جهاز تلفاز من نوع "بلازما"، ثم تعرضها لحادث سير خطير بسبب الصدمة النفسية التي لحقت بها، وجدت نفسها بين مطرقة الاحتيال وسندان المعاناة الصحية والنفسية.
وفي تصريح خصت به " الأيام 24″ وبحسرة تختلط بالذهول، تروي الضحية تفاصيل ما حدث: "كنت أحلم بشقة صغيرة أعود إليها في عطلتي وأستقر فيها مستقبلاً… سلمتُ 45 مليون سنتيم كدفعة أولى، وتلقيت وعوداً موثقة ورسومات جذابة، لكن بعد شهور طويلة من الانتظار والمماطلة، اكتشفت أنني كنت ضحية نصب ضمن شبكة "باب دارنا" والمفاجأة المذلة، جاؤوا لي بتلفاز بلازما وقالوا لي: "ربحتي معنا هذا"!.
ولم تتحمل الضحية وقع الفضيحة، فدخلت في حالة انهيار نفسي، ترويها قائلة: "لم أتمالك نفسي، عندما سمعت الخبر عبر مكالمة هاتفية، أصبت بالدهول وكنت حينها أسوق سيارتي، التي انقلبت بي، وتعرضت لإصابات وكسور خطيرة استدعت نقلي للمستشفى."
وأكدت الضحية أنها تعرفت على المشروع العقاري من خلال قناة رسمية عمومية كانت تبث وصلة إشهارية توحي بالمصداقية والشرعية، كما تم الترويج له من طرف فنانين معروفين بالساحة الفنية المغربية، وهو ما عزز إحساسها بالأمان والثقة.
وأضافت:" لم أكن لأغامر بمالي لولا أنني رأيت الإشهار في التلفزيون الوطني، وحضرت معرضاً دولياً في باريس كانت فيه الأروقة أنيقة والممثلون يتحدثون عن المشروع وكأنه مشروع الدولة"، مشيرة أن كل شيء كان موثقاً عند موثق قانوني، "مما جعلني أوقن أن كل الإجراءات سليمة"، تقول الضحية بأسى.
ورغم الألم النفسي والجسدي، لم تجد الضحية أي دعم حقيقي، سواء من الجهات التي وعدتها بالمسكن أو من المؤسسات التي يفترض أن تدافع عن حقوق المهاجرين بالخارج، قائلة بصوت يخنقه الظلم: "لم يزُرني أحد، لم يتصل بي أحد.. وكأنني لم أكن سوى رقم في لائحة ضحايا النصب، لا قيمة له".
وتُطالب "فاطمة " اليوم بتحقيق العدالة وإرجاع أموالها، وربط المسؤولية بالمحاسبة، خصوصاً أن فضيحة "باب دارنا" أطاحت بأحلام آلاف المواطنين داخل وخارج المغرب، "أريد حقي، لا أريد شفقة، بل عدالة تنصفني وتنصف كل من سُلِب منهم حلمهم بهذه الطريقة البشعة"، تختم الضحية.