دعا محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إلى مواصلة استثمار المكاسب الدبلوماسية المحققة في ملف الصحراء المغربية من أجل الوصول إلى طي نهائي لهذا النزاع المفتعل، مؤكدا أن الأمر "يتعلق بقضية تحرر وطني بامتياز". جاء ذلك في التقرير الذي قدمه أمام الدورة السادسة للجنة المركزية للحزب أمس الأحد بالرباط.
ونوه التقرير بما تحقق على المستوى الدولي بفضل ما وصفه ب"الديبلوماسية الرسمية القوية والنشيطة التي يقودها الملك، والتي أثمرت اعترافات وازنة بمغربية الصحراء أو بوجاهة مبادرة الحكم الذاتي، من طرف عدد كبير من الدول، بينها أعضاء دائمون في مجلس الأمن"، داعيا إلى تطوير مقاربة الحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية، بالصيغة التي تعزز الاندماج الوطني وتهيئ لحل دائم، مع التهيؤ لمناقشة تفاصيل تطبيقه بعد استكمال الشروط.
وسجل التقرير أهمية مواصلة الحذر واليقظة إزاء المناورات التي ينهجها خصوم الوحدة الترابية، والانخراط الفعال في الدبلوماسية الموازية، وخاصة الحزبية، كما هو الشأن في زيارات قيادة الحزب إلى عدد من الدول مثل فنزويلا، كوبا والصين.
وعلى الصعيد السياسي، فقد وجه بنعبد الله نقدا لاذعا للحكومة الحالية بقيادة عزيز أخنوش، واصفا أداءها ب"الضعيف والمتعالي"، محملا إياها مسؤولية تفاقم الفقر والبطالة، وفشلها في تفعيل البرنامج الحكومي وتحقيق التزامات النمو، و"تغليبها لمصالح لوبيات المال على حساب الفئات الضعيفة والطبقة الوسطى".
وأكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية في تقريره أن تجاوز هذا الوضع يتطلب إطلاق جيل جديد من الإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية والاجتماعية، ومواصلة بناء جبهة داخلية قوية تواكب تحولات العالم وتحمي السيادة الوطنية.
في السياق ذاته، تطرق التقرير إلى الأوضاع الدولية، محذراً من التصعيد العسكري والنزاعات الدولية المتفاقمة، بما في ذلك العدوان الصهيوني الأمريكي على إيران، وجرائم الإبادة المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني في غزة. واعتبر أن القضية الفلسطينية تظل مركزية، داعياً إلى رفض كل أشكال التطبيع، ومواصلة التعبئة الشعبية والدولية لدعم نضال الفلسطينيين ضد الاحتلال.