أثارت تصريحات عنصرية مسيئة في حق ساكنة منطقة الريف جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، بعدما وصف أحد النشطاء الرقميين الساكنة ب"الأوباش" في مقطع فيديو منشور على موقع "فيسبوك"، وهو ما اعتبره متابعون تحريضاً على الكراهية واعتداءً صارخاً على كرامة المواطنين المنحدرين من المنطقة. وفي هذا السياق، أصدر فرع العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بمدينة آزغنغان، يوم الثلاثاء 2 شتنبر 2025، بياناً استنكارياً عبّر فيه عن قلقه البالغ وإدانته الشديدة لما ورد في الفيديو المذكور، مؤكداً أن حرية التعبير لا يمكن أن تتحول إلى ذريعة للإساءة أو وسيلة لنشر خطاب الحقد والتمييز. العصبة أوضحت أن هذه التصريحات تتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان المتعارف عليها دولياً وتمس في العمق كرامة ساكنة الريف وتاريخها النضالي، مجددة رفضها القاطع لكل أشكال التمييز الجهوي والتحقير العنصري لما لذلك من أثر خطير على تماسك المجتمع والسلم الاجتماعي. وطالب فرع العصبة النيابة العامة بفتح تحقيق عاجل في هذه الواقعة وترتيب الآثار القانونية وفق ما ينص عليه القانون الجنائي المغربي الذي يجرّم خطاب الكراهية والسب والقذف العلني، كما ذكّر بالدور الدستوري لمؤسسات الدولة في حماية كرامة المواطنين وضمان المساواة، انسجاماً مع ما جاء في دستور 2011، لاسيما الفصلين الأول والتاسع عشر. كما دعا البيان وسائل الإعلام الرقمي إلى التحلي بالمسؤولية الأخلاقية والقانونية في ما يُنشر من محتويات، محذراً من تفشي ظاهرة "اليوتيوبرز" الذين يبنون شهرتهم على الاستفزاز والإساءة لمكونات المجتمع المغربي. وختمت العصبة بيانها بالتعبير عن تضامنها التام واللامشروط مع ساكنة الريف، مؤكدة أن مثل هذه التصريحات المعزولة لن تنال من وحدة الوطن وتعدده الثقافي والتاريخي.