أثار مقال نشرته صحيفة لوموند الفرنسية موجة استياء واسعة في الأوساط المغربية، بعدما تضمن مضامين اعتبرها مراقبون محاولة للنيل من صورة المغرب ومؤسساته وثوابته الوطنية. وفي هذا السياق، قال الحسن كنون، رئيس المرصد الدولي للدراسات الاستراتيجية، في تصريح ل"رسالة 24″إن "مثل هذه المواد الصحفية تكشف انزعاج بعض الأقلام المأجورة مما حققه المغرب في السنوات الأخيرة من إنجازات بارزة، سواء على مستوى ترسيخ الاستقرار والأمن، أو جذب الاستثمارات وتعزيز التنمية البشرية والمجالية". وأضاف كنون أن المملكة، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، نجحت في ترسيخ مؤسسات ديمقراطية فاعلة، وتعزيز مكانتها كوجهة اقتصادية واعدة، حيث برزت في قطاعات استراتيجية مثل صناعة السيارات والطيران، فضلا عن التوجه نحو تبني نموذج تنموي جديد يقوم على شعار "صنع في المغرب". كما أن علاقات الشراكة الدولية للمغرب لم تعد مقتصرة على محيطه التقليدي، بل امتدت إلى أوروبا، الولاياتالمتحدة، روسيا، الصين، دول الخليج، إفريقيا وأمريكا اللاتينية، في أفق تعزيز موقعه كقوة إقليمية صاعدة. وأشار رئيس المرصد الدولي للدراسات الاستراتيجية إلى أن هذه النجاحات تثير حفيظة بعض الجهات الإعلامية التي فقدت استقلاليتها ومهنيتها، لتتحول إلى منصات تخضع لتأثير المال والمصالح الضيقة، في إشارة إلى الصحيفة الفرنسية التي باتت، بحسب تعبيره، تكتب "تحت الطلب". وشدد كنون على أن مثل هذه المناورات الإعلامية لن تنال من تماسك الجبهة الداخلية للمغرب، بل ستزيد من وحدة الصف الوطني، سواء داخل البلاد أو في صفوف مغاربة العالم وأصدقاء المملكة عبر العالم، دفاعا عن ثوابتها الوطنية، وعلى رأسها المؤسسة الملكية، الهوية الإسلامية المعتدلة، قضية الصحراء المغربية، والقضية الفلسطينية. وأكد أن المغرب، بتاريخ يمتد لأزيد من اثني عشر قرنا وتجارب عميقة في مواجهة التحديات، يظل بلدا عصيا على محاولات التشويش، مشيرا إلى أن المسار واضح، كما شدد على ذلك جلالة الملك في خطاب العرش الأخير، وهو التوجه نحو تعزيز مكانة المغرب كدولة صاعدة، تقوم على الأمن بمختلف أبعاده، والسيادة في مجالات الغذاء والدواء والطاقة والماء، مع الحفاظ على وحدة الشعب المغربي حول خدمة الوطن ومقدساته.