دعا تقرير دولي صادر عن معهد الدراسات الأمنية الإفريقية (ISS) إلى توسيع آليات التعاون الإقليمي لمواجهة تصاعد التهديدات الإرهابية في غرب مالي، مقترحا إشراك المملكة المغربية بالنظر إلى دورها الريادي في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي.
وأشار التقرير، إلى تنامي هجمات جماعة (نصرة الإسلام والمسلمين) المرتبطة بتنظيم (القاعدة) في مدينتي (كايس) و(نيورو) القريبتين من الحدود مع موريتانياوالسنغال، ما يهدد الممرات التجارية الحيوية بالمنطقة، مثل محور (داكار-باماكو) و(نواكشوط-باماكو)، محذرا من احتمال فرض الجماعة المسلحة حصارا فعليا على هذه المناطق.
وفي هذا السياق، أبرز التقرير المكانة الاستراتيجية التي تحتلها المملكة المغربية كشريك موثوق لكل من السنغالوموريتانيا، بفضل خبرتها الأمنية المتقدمة واستثماراتها المتزايدة في البنى التحتية والطاقة بدول غرب إفريقيا.
ودعا التقرير إلى إعادة تفعيل وتوسيع آلية التعاون العسكري الثلاثي بين ماليوموريتانياوالسنغال، التي أطلقت سنة 2007، لتشمل المغرب كفاعل إقليمي وازن، لاسيما في ظل استهداف منشآت حيوية مثل السدود ومناجم الذهب الواقعة في إقليم (كايس)، والتي تسهم بنسبة تفوق 78 بالمئة من إنتاج الذهب الصناعي في مالي.
وأكد أن المغرب بإمكانه المساهمة، إلى جانب المقاربة الأمنية، في تنفيذ مشاريع تنموية وهيكلية مستدامة، تستهدف معالجة الهشاشة الاجتماعية وتعزيز صمود الشباب في وجه الاستقطاب الإرهابي، بما يرسخ الاستقرار في المنطقة الحدودية ويعزز التنمية العابرة للحدود.