حماة المستهلك يدقون ناقوس خطر صامت يحصد أرواح المغاربة داخل منازلهم

قال حسن الشطيبي رئيس جمعية حماية المستهلك، إن عدة مناطق بالمغرب عاشت خلال الأسابيع الأخيرة على وقع سلسلة من الحوادث المأساوية التي أودت بحياة عدد من المواطنين وألحقت إصابات خطيرة بآخرين جراء انفجار أو تسرب الغاز من قنينات صغيرة تستخدم لتسخين المياه داخل الحمامات المنزلية.

وأضاف الشطيبي، في تصريح ل"الأيام 24″، أن المستشفيات شهدت في الآونة الأخيرة توافد أعداد متزايدة من المصابين بحروق متفاوتة الخطورة، بينها حالات خطيرة من الدرجة الثالثة، إلى جانب وفيات مأساوية خلّفت جراحا عميقة في نفوس الأسر والمجتمعات المحلية، جراء استعمال قنينات الغاز الصغيرة داخل الحمام.

وتابع أنه "لم تُعف أي فئة من ويلات هذه الحوادث، إذ طالت الرجال والنساء وحتى الأطفال، في مشهد يعكس هشاشة البنية التحتية وغياب وسائل تدفئة آمنة، ما يضع السكان في مواجهة خطر قاتل يلازم حياتهم اليومية".


وأوضح الشطيبي، أن أسباب هذه الحوادث المتكررة سنويا، ترتبط بعوامل عدة، أبرزها غياب التهوية داخل الحمامات، وتلف أنابيب الغاز، أو تسربه واشتعاله بفعل شرارة بسيطة أو اقتراب اللهب من بخاره، ما يحوّل هذه الفضاءات المغلقة إلى قنابل موقوتة تهدد الأرواح.

ونبه الشطيبي، إلى أن اعتماد العديد من الأسر القروية على هذه الوسائل البدائية والخطيرة، يعد جزءا أساسيا من المشكلة، خاصة في ظل غياب بدائل آمنة وملائمة مثل السخانات الكهربائية، الأمر الذي يدفع السكان إلى المخاطرة بحياتهم لتلبية حاجاتهم اليومية من المياه الساخنة.

وللحد من هذه المخاطر، أبرز الشطيبي، الحاجة الملحّة إلى تكاثف جهود جميع المكونات والفاعلين، من وسائل الإعلام إلى المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمجتمع المدني، مشيرا إلى أن جمعيات حماية المستهلك بادرت مرارا إلى تنظيم حملات توعوية تستهدف المواطنين، للتعريف بمخاطر استعمال قنينات الغاز في الأماكن المغلقة، والتأكيد على ضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة.

وأعرب رئيس جمعية حماية المستهلك، عن أسفه لكون الاستجابة تبقى محدودة، في ظل أوضاع اقتصادية هشة تدفع العديد من الأسر إلى البحث عن حلول سهلة ورخيصة، ولو كانت محفوفة بالمخاطر.

ولتفادي تكرار هذه المآسي، دعا الشطيبي، لتوفير بدائل آمنة ومناسبة لإمكانيات الأسر محدودة الدخل، تتيح لهم تدفئة المياه دون تعريض حياتهم للخطر، إلى جانب تعزيز استخدام سخانات مطابقة لمعايير الصحة والسلامة، مع التأكيد على أهمية توفير تهوية ملائمة تمنع تراكم الغازات السامة داخل المنازل.