بلا مواربة أخنوش.. إذا كنت تسمع "دير شي حركة"! عبد الإله حمدوشي نشر في 9 أكتوبر 2025 الساعة 19 و 13 دقيقة لقد لعبتم لعبة الصمت الطويل حتى تآكلت الثقة، وها هو الشعب يطالب بخطوة واضحة وجذرية، لا مجرد بيانات إعلامية.. لذلك فإن الرحيل هو الحل الوحيد، وكل ما عداه مجرد محاولة لإطالة أمد الأزمة دون فائدة. عبد الإله حمدوشي [email protected]
سيادة رئيس الحكومة المغربية،
مساء الخير، رغم أننا لم نعد نتوقع منك ردا حقيقيا على هموم المواطنين، إلا أننا مضطرون للتذكير بما أصبح واضحا للجميع: الوضع لم يعد يحتمل، والخطاب الحكومي المستهلك أصبح ضاغطا على كل من يعيش في هذا البلد.
الشوارع تتحدث الآن، الشباب يصرخ، والمواطن البسيط لم يعد يجد مبررا للاستمرار في الصمت.. والاحتجاجات الأخيرة لجيل "زد" هي تعبير عن الغضب وصرخة حقيقية لمستقبل مسروق.. لقد خرجوا للمطالبة برحيل الحكومة ورحيلك شخصيا، ومحاسبة الفاسدين الذين نهبوا موارد هذا الوطن تحت أعينكم.
هل تدرك حجم الغضب؟ هل تدرك أن الشباب (ومعه الشياب) لم يعد يريد وعودا أو شعارات أو تواصلات إعلامية؟ أي تواصل منكم اليوم أصبح عديم الجدوى، لأن الواقع يقول أكثر من أي خطاب: الأسعار تحلق في السماء، القدرة الشرائية تنهار، الفساد مستمر، الخدمات الاجتماعية متدنية والمواطن البسيط يدفع الثمن وحده.
لقد أظهرت الأحداث بوضوح أن الحكومة فقدت كل مصداقية.. لم يعد هناك أثر لأي كلمة أو لقاء أو خطاب، لأن النتائج على الأرض تتحدث بلسان أقوى من أي بيانات رسمية: ارتفاع المعيشة، بطالة متزايدة، شباب يائس، ومستقبل مشوش.. وكل محاولة للتواصل لم تعد تؤثر، لأن الناس لم تعد تصدقكم، ولم تعد ترى أي نية حقيقية للإصلاح.
الحل، سيادة الرئيس، واضح وبسيط: الرحيل..
ليس بمقدور أي حوار أو تصريح أو محاولة للتجميل أن يغير حقيقة أن هذه الحكومة فقدت شرعيتها أمام الشعب.. إن رحيلكم هو الخطوة الوحيدة الممكنة لإعادة الأمل، لإيقاف الغضب، ولمنح الشباب فرصة لإعادة بناء المستقبل الذي سلبتموه منهم بكراسيكم وقراراتكم الاقتصادية والسياسية.
لقد لعبتم لعبة الصمت الطويل حتى تآكلت الثقة، وها هو الشعب يطالب بخطوة واضحة وجذرية، لا مجرد بيانات إعلامية.. لذلك فإن الرحيل هو الحل الوحيد، وكل ما عداه مجرد محاولة لإطالة أمد الأزمة دون فائدة.
سيادة الرئيس،
الشباب لم يعدوا يريدون وعودا، لم يعد لديهم صبر على الاجتماعات الرمزية أو التصريحات الفارغة.. إنهم يريدون إجراءات فعلية وحقيقية، وإلا فسيواصلون احتجاجاتهم، وسيستمر غضبهم في الشارع، وقد يصل إلى ما لا يحمد عقباه…
القرار الآن في أيديكم: رحيلكم (استقالتكم/ إعفاءكم) هو السبيل الوحيد لإيقاف الانفجار الاجتماعي، ولإعادة بعض الأمل إلى هذا الوطن الذي يستحق أفضل مما هو قائم اليوم.
وفي انتظار اتخاذ هذا القرار الحاسم، لك مني تحية مشوبة بالدهشة والاستنكار، ومعها قلق عميق على مستقبل بلد لا يحتمل المزيد من التلاعب بمصالحه.