عشية انطلاق كأس إفريقيا للأمم 2025 وجدت عدة منتخبات نفسها في خضم فوضى تنظيمية غير مسبوقة، بعد أن أقدمت خمس اتحادات على إقالة مدربيها قبل أسابيع قليلة من ضربة البداية. خطوة تعكس حالة الضغط المتصاعد داخل كرة القدم الإفريقية، حيث باتت النتائج الفورية شرطا أساسيا مهما كان الثمن. أنغولا كانت أول من فجر موجة التغييرات، حين أنهت في 18 شتنبر 2025 شراكتها الممتدة لخمس سنوات مع المدرب البرتغالي بيدرو غونسالفيس. ورغم قيادته المنتخب إلى ربع نهائي "كان 2023″، إلا أن البداية المتعثرة في تصفيات مونديال 2026 دفعت الاتحاد إلى البحث عن رؤية جديدة.
بعدها بأسابيع، جاء الدور على زيمبابوي، التي أطاحت بمدربها الألماني مايكل نيس في 22 أكتوبر 2025، عقب سلسلة نتائج مخيبة في إقصائيات كأس العالم. ولم يختلف المشهد كثيرا في تنزانيا، حيث أُقيل المدرب المحلي حمد سليمان الملقب ب "Morocco"، في مطلع نونبر 2025، أي قبل شهر واحد من سفر البعثة إلى الرباط. وفي زامبيا، قرر الاتحاد الانفصال بالتراضي عن الإسرائيلي أفرام غرانت أواخر أكتوبر، في خطوة زادت من حالة الارتباك التقني قبل أقل من شهرين من البطولة.
أما الكاميرون فكانت الساحة الأشد اضطرابا. فقد أدت صراعات طويلة بين وزارة الرياضة والاتحاد المحلي إلى الإطاحة بالمدرب البلجيكي مارك بريس قبل أيام، ليخلفه مساعده السابق دافيد باغو، الذي يجد نفسه أمام تحد ضخم يتمثل في قيادة "الأسود غير المروضة" في أكبر محفل قاري دون استعداد كاف.
وتُلقي هذه التغييرات المتسارعة بظلالها على النسخة المقبلة من كأس إفريقيا للأمم 2025، التي تنطلق يوم 21 دجنبر الجاري وتستمر إلى غاية 18 يناير 2026، في وقت تتطلع فيه المنتخبات لاستعادة الاستقرار قبل بدء المنافسة.