على خلفية شروع المغاربة في اقتناء زيت الزيتون مع تفاؤل كبير بانخفاض مهم لأسعاره هذه السنة، تُثار تخوفات من الغش الذي قد يلحق هذه المادة الحيوية، ولذا يتساءل المستهلكون عن كيفية التمييز بين زيت سليم وآخر مغشوش؟ وما المطلوب من السلطات الوصية القيام به لمحاربة الغش في زيت الزيتون؟. حسن الشطيبي رئيس جمعية حماية المستهلك، قال إنه يمكن التمييز بين زيت الزيتون الأصلي والمغشوش عبر خصائص متعددة، منها الرائحة حيث إن زيت الزيتون البكر الجيد تكون لها رائحة فاكهية قريبة من الزيتون.
وأضاف الشطيبي، في تصريح ل"الأيام 24″، أن اللون أيضا من الخصائص الأساسية في التمييز بين زيت الزيتون الحقيقي والمغشوش، حيث يتراوح غالبا بين الأخضر والأصفر الذهبي، مشيرا إلى أن اللون الذي يتميز بشدة اللمعان أو الباهت جدا قد يشير إلى خلطه بزيوت أخرى.
وتابع أن زيت الزيتون الجيد تكون لها نكهة فاكهية مع مرارة خفيفة تحس بها في الحلق، أما الطعم الحلو المبالغ فيه أو الخالي من أي مرارة أو حدة فقد يدل على الخلط أو التكرير أي أنه طاله غش، مشيرا إلى أن اللزوجة تكون معتدلة بالنسبة لزيت الزيتون أما الزيوت المغشوشة أو المكررة أو المخلوطة تكون أخف من اللازم.
وأوضح الشطيبي، أن هناك خصائص أخرى تتعلق بالسلوك الفيزيائي، فمثلا إذا أخذنا زيت الزيتون وأدخلناه إلى المُجمد، فإن زيت الزيتون الخالص يميل إلى التماسك والتكتل عند درجة منخفضة لكنه لا يتجمد تماما، أما زيوت الصوجا وعباد الشمس فلا تتماسك عناصره بنفس الطريقة.
ونبه الشطيبي، إلى أهمية اقتناء زيت الزيتون من مصدر موثوق، بحيث أن الشراء من المعاصر المعروفة والتعاونيات هي أفضل طريقة لتفادي الغش مع ضرورة تجنب القارورات المجهولة المصدر أو التي تباع في الطرقات.
وسجل أنه لابد من وجود ملصق واضح يُبين سنة الجني ونوعية الزيت هل هي بكر أو بكر ممتاز وكذلك الجهة المنتجة، وهاتف الشركة، لافتا إلى أن الثمن يجب أن يكون منطقيا حيث إنه إذا كان السعر منخفضا بشكل كبير مقارنة بسعر الزيتون في السوق فذلك مؤشر على الغش أو الرداءة.
وبخصوص ما الذي يجب على السلطات القيام به لمحاربة الغش في هذه المادة الحيوية، أكد الشطيبي، على ضرورة تعزيز مراقبة الجودة وذلك للقيام بتحليلات مخبرية دورية في المعاصر ونقط البيع، واعتماد نظام تتبع من الشجرة إلى المستهلك.
وشدد على ضرورة فرض السلطات لمعايير صارمة لتسويق هذه المادة مع إلزام المنتجين بوضع بطاقة تقنية واضحة لزيت الزيتون تبين المصدر الصنف سنة الجني نسبة الحموضة إلخ، داعيا إلى محاربة البيع العشوائي وذلك من خلال منع بيع زيت الزيتون في الطرقات أو داخل قارورات غير معروفة.
وأشار الشطيبي، إلى أهمية تخصيص فضاءات معتمدة لبيع الزيوت المحلية، مع العمل على دعم التعاونيات والمعاصر الصغيرة وذلك من خلال توفير مختبرات متنقلة للتحليل ومراقبة الجودة، ودعم الحصوص على شهادات الجودة.
وأبرز الشطيبي، ضرورة تنظيم حملات تحسيسية لتوعية المستهلكين بكيفية التمييز بين زيت الزيتون الأصلي والمغشوش، والعمل على نشر ثقافة استهلاكية سليمة تساعد المستهلك على تجنب مخاطر الغش.
وخلص الشطيبي، إلى أن محاربة الغش في زيت الزيتون مسؤولية مشتركة يشترك فيها المستهلك الذي عليه أن يسعى للبحث عن المُورد والمنتج والثقة والأمانة عند اقتنائه، وعلى الجهات المعنية تشديد المراقبة وزجر الغشاشين في هذه المادة الحيوية حماية لصحة المواطنين ودعما للاقتصاد الفلاحي الوطني.