استقبل السيد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الخميس بالرباط، نظيره الغاني السيد صامويل أوكودزيتو أبلاكوا، الذي يقوم بأول زيارة رسمية له إلى المملكة منذ تعيينه وزيرًا للخارجية. وشكّل اللقاء بين الجانبين محطة دبلوماسية مهمة تعكس الدينامية الإيجابية التي تعرفها العلاقات المغربية الغانية، حيث تم التوقيع على مذكرتين قانونيتين، تمثّلتا في: مذكرة تفاهم حول المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية في البلدين؛ وبيان مشترك يُؤسس لرؤية مستقبلية موحدة للتعاون الثنائي. * شراكة تاريخية تتجدد برؤية مستقبلية من جانبه أكد الوزير بوريطة، خلال ندوة صحفية أعقبت اللقاء، أن زيارة نظيره الغاني تأتي في سياق جد إيجابي، انطلاقًا من عمق العلاقات بين المغرب وغانا التي تعود لعقود طويلة، باعتبار البلدين من بين الرواد في مسار التحرر والازدهار بالقارة الإفريقية. وأشار إلى أن الطرفين يعملان بشكل مشترك على ترجمة هذا الرقي في العلاقات إلى مشاريع ملموسة، من خلال عدد من الخطوات، من بينها انعقاد اللجنة المشتركة بين البلدين قريبًا، بعد توقف دام منذ عام 2005، إضافة إلى التحضير لعقد منتدى اقتصادي ثنائي يعزز التعاون بين الفاعلين الاقتصاديين المغاربة والغانيين. * تعاون في الأمن الغذائي والربط الإنساني وتطرق بوريطة إلى قضية الأمن الغذائي وأهمية التعاون في مجال الأسمدة والفلاحة، مشيرًا إلى إمكانيات كبيرة للتكامل بين البلدين في هذا المجال. كما تم التركيز على تعزيز العلاقة الإنسانية من خلال ربط جوي مباشر، وترخيص السفر لتسهيل انتقال الأشخاص بين البلدين. وقد تم الاتفاق على البدء الفوري في اعتماد تأشيرة eVisa في أفق الإلغاء الكامل للتأشيرات بين المغرب وغانا. وفي السياق ذاته، أكد بوريطة أن غانا عضو محوري في الاتحاد الإفريقي، ولها دور مهم في مبادرة أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب – أوروبا، مشيرًا إلى الاهتمام المشترك باستقرار منطقة الساحل، ورفض استغلالها كمنطقة نفوذ، بدل أن تكون قطبًا للأمن والتنمية. كما جدد الوزير المغربي تثمينه لموقف غانا الثابت والداعم لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب كحل واقعي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، مشيدًا بمواقف أكرا المتسقة والداعمة للوحدة الترابية للمملكة. * زيارة مرتقبة لرئيس غانا إلى المغرب من جهته، نقل الوزير الغاني صامويل أبلاكوا رسالة من رئيس جمهورية غانا جون ماهاما يؤكد فيها تطلعه إلى زيارة المملكة ولقاء جلالة الملك محمد السادس، من أجل التشاور وتعميق العلاقات الثنائية. وأبرز الوزير أبلاكوا أن المباحثات التي أجراها مع نظيره المغربي كانت مثمرة وناجحة، وأفرزت توافقًا حول ضرورة معالجة المعيقات التي تعرقل التجارة والسياحة، مؤكدًا أنه سيتم فتح نظام التأشيرات الالكترونية في غضون 24 ساعة، ما سيمكن المواطنين الغانيين من التنقل بسهولة إلى المغرب، والعكس. كما أكد استعداد بلاده لفتح الأبواب أمام الطلبة المغاربة لدراسة اللغة الإنجليزية بغانا، وتبادل الخبرات الأكاديمية والثقافية بين الجامعات والمؤسسات. * شراكة زراعية وأمنية متقدمة وفي موضوع الأمن الغذائي، أوضح الوزير الغاني أن بلاده تنفق حوالي 3 مليارات دولار سنويًا في هذا المجال، معربًا عن الرغبة في الاستفادة من خبرة المغرب في صناعة الأسمدة والفلاحة الذكية، عبر تنظيم لقاءات بين خبراء الجانبين. وشدد على ضرورة التعاون لمواجهة التهديدات الأمنية بالمنطقة، مرحّبًا بجهود الأممالمتحدة، ومجددًا دعم غانا لمبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل دائم وشامل للنزاع المفتعل. وختم الوزير الغاني تصريحه بالتأكيد على أن غانا تظل من الدول التي تشتغل دبلوماسيًا من أجل عالم خالٍ من النزاعات، وأن هذه الزيارة ستكون نقطة انطلاق لعلاقات أكثر متانة بين الرباط وأكرا.