كشف تقرير جديد صادر عن اللجنة الفرعية لصناعة الشاي بالجمعية الصينية لتعزيز التعاون الزراعي الدولي، أن المملكة المغربية جاءت في صدارة قائمة الدول المستوردة للشاي الصيني خلال عام 2024، مسجلة أرقامًا غير مسبوقة من حيث الكمية والقيمة. وبحسب المعطيات المعلن عنها، فقد استورد المغرب ما يقارب 80.6 ألف طن من الشاي الصيني خلال العام الجاري، محققًا بذلك زيادة ملحوظة بنسبة 34.68% مقارنة بسنة 2023. كما بلغت القيمة الإجمالية لهذه الواردات حوالي 243 مليون دولار أمريكي، أي بارتفاع قدره 27.61% عن العام السابق، مما يؤكد على المكانة المتزايدة للشاي الصيني في الأسواق المغربية. اللافت في هذه الإحصائيات أن الشاي الأخضر شكّل ما نسبته 99.85% من إجمالي الكميات المستوردة، ما يعكس تفضيل المستهلك المغربي لهذا النوع من الشاي، سواء في استخداماته اليومية أو التجارية. وعلى الصعيد العالمي، سجّلت الصين خلال 2024 حجم تجارة إجمالي في مجال الشاي (صادرات وواردات) بلغ 428.1 ألف طن، بزيادة سنوية قدرها 5.3%، فيما وصلت القيمة الإجمالية لهذه المبادلات إلى حوالي 1.58 مليار دولار أمريكي، ما يعزز من مكانة الصين كلاعب رئيسي في سوق الشاي العالمي. ووفقًا للتقرير ذاته، فإن خمس دول فقط استحوذت على أكثر من 40% من إجمالي صادرات الشاي الصينية، وهي على التوالي: المغرب، غانا، أوزبكستان، روسيا، وموريتانيا. ويبرز هذا المعطى كيف أن الشاي لم يعد مجرد منتج غذائي، بل بات أداة استراتيجية تعكس ديناميكيات التجارة والتقارب بين الدول. هذا الإنجاز المغربي في سوق الشاي يعكس، من جهة، تحولًا في أنماط الاستهلاك الوطني، ومن جهة أخرى، قوة العلاقات التجارية بين الرباط وبكين، والتي أخذت في السنوات الأخيرة بعدًا استراتيجيًا يشمل قطاعات عدة، من الزراعة إلى البنية التحتية، مرورًا بالتكنولوجيا والتجارة.